قصة كأس .. فوفوزيلا حاضرة في تتويج إسبانيا التاريخي (19/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

 

عملا بمبدأ المداورة بين القارات حطت كأس العالم عام 2010 رحالها في جنوب أفريقيا التي تفوقت على كلّ من المغرب ومصر. أقيمت البطولة التاسعة عشرة في الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو، في اثنتي عشرة مدينة، لعبت خلالها 64 مباراة تم فيها تسجيل 145 هدفاً بمعدل 2.27 هدفا لكلّ مباراة.

كانت ” التيكي تاكا ” الإسبانية مسيطرة على اللعبة آنذاك، بعد التتويج الأوروبي عام 2008 باتت ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب الى جانب البرازيل بقيادة كاكا و الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي ومارادونا مدربا، لم تكن ألمانيا بقيادة لوف ونجومها الشباب بعيدة عن منصات التتويج خاصة بعد بلوغ نهائي يورو 2008.

شارك في التصفيات 204 منتخب وهو رقم قياسي، تأهّل 31 منتخبا إضافة إلى الدولة المضيفة جنوب إفريقيا، وظهرت سلوفاكيا وصربيا لأوّل مرة في البطولة كذلك تواجدت الكوريتان الجنوبية والشمالية معا في نفس النسخة. حصلت مشكلة في المواجهة الثانية من الملحق بين فرنسا وجمهورية إيرلندا بعد أن لمس قائد المنتخب الفرنسي تييري هنري الكرة بيده قبل أن يسجل هدف تأهل بلاده للنهائيات. طالبت إيرلندا بإعادة المباراة، لكن الطلب قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.

 

إنطلقت البطولة على وقع الـ فوفوزيلا (Vuvuzela ) كما تلفظ حسب لغة زولو وهي عبارة عن آلة نفخ تستخدم عادة في ملاعب كرة القدم في جنوب أفريقيا. بدأ استعمال الفوزافيلا كأداة لدعوة الناس إلى الاجتماعات وقُدّمت على أنها آلة ترمز لجنوب أفريقيا في عام 2004 عندما قُبِل طلب جنوب أفريقيا لضيافة كأس العالم.

أثارت الفوفوزيلا الكثير من الانتقادات إبان كأس القارات 2009 ونهائيات كأس العالم 2010 بسبب صوتها المزعج وشكوى العديد من اللاعبين لعدم قدرتهم على التركيز فضلا عن عدم تمكّنهم من سماع التعليمات أو الكلام فيما بينهم وطالبوا بحجبها إلا أن رئيس الفيفا حينها جوزيف بلاتر صرّح بأنها جزء من الثقافة الأفريقية ويجب أن يتم تقبلها.

إحدى مفاجآت النسخة الأفريقية تمثلت بخروج حاملة لقب عـام 2006 إيطاليا ووصيفتها فرنسا من الدور الأول بعد تذيلهما ترتيب المجموعتين السادسة والأولى تواليا، في حين تلقت إسبانيا خسارة في مستهل مشوارها أمام سويسرا 1 – صفر، أما الجزائر فخرجت من مرحلة المجموعات دون تسجيل أي هدف.

في الأدوار الإقصائية، فاز غانا على الولايات المتحدة الأميركية بنتيجة 1-2 بعد مباراة امتدّت لوقت إضافي، كما فاز منتخب أوروغواي على كوريا الجنوبية 1-2 ، بدوره أطاح منتخب هولندا بسلوفانيا بنفس النتيجة وكانت الطواحين تسير بخطى ثابتة نحو لقب طال إنتظاره.

البرازيل حجزت بطاقة التأهّل بفوز سهل على تشيلي 3 – صفر، وتغلبت الأرجنتين على المكسيك 1-3، وأكّد المنتخب الألماني أنه الدابة السوداء للإنكليز وفاز عليهم بنتيجة 1-4 رغم تعرض الإنكليزي لخطأ تحكيمي أعاد الى الأذهان قصة نهائي عام 1966. فازت باراغواي على اليابان بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، كما فازت إسبانيا على البرتغال 0-1.

شهد دور ربع النهائي من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 ثلاث مواجهات جمعت بين منتخبات القارة الأوروبية و منتخبات أمريكا الجنوبية، انتهت جميعها لصالح المنتخبات الأوروبية. فازت ألمانيا على الأرجنتين  4 – صفر، هولندا على البرازيل 2-1، وكانت هذه أول خسارة للبرازيليين في مباراة لكأس العالم تقام خارج أوروبا سوى في ركلات الترجيح منذ عام 1950. وبلغت أسبانيا المربع الذهبي لأول مرة منذ عام 1950 بفوزها على الباراغواي 1–0. وبهذا أصبحت الأوروغواي المنتخب الأمريكي الجنوبي الوحيد الذي بلغ نصف النهائي، بعد أن أطاح بمنتخب غانا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1–1.

لكن مشوار أوروغواي بخسارتها 3-2 أمام هولندا التي وصلت النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، ثالثة تأمل الهولنديون أن تكون ثابتة لتذوق طعم الذهبي العالمي لأول مرة، لكن المواجهة لن تكون سهلة على الإطلاق فإسبانيا تأهّلت هي الأخرى على حساب ألمانيا بفضل رأسية المدافع كارلوس بويول الذي أحرز هدف المباراة اليتيم، ليتأكد الأمر بأن بطلا جديدا للعالم سيولد في القارة السمراء. أصبح نهائي 2010 الأول من دون تواجد المنتخبات الأربعة الأكثر نجاحا: وهي البرازيل، إيطاليا، ألمانيا والأرجنتين.

أقيم النهائي على ملعب سوكر سيتي في جنوب إفريقيا بمدينة جوهانسبرغ وسط حضور 84 ألف مشجّع، وأداره الحكم الإنكليزي هاوارد ويب. كانت المرة الأولى التي تصل بها إسبانيا للمباراة النهائية، أما هولندا فلعب آخر نهائي لها منذ 32 سنة وتحديدًا عام 1978. وكان نهائي أوروبي خالص للمرة الثانية على التوالي بعد نهائي كأس العالم لكرة القدم 2006 بين إيطاليا وفرنسا.

في الدقيقة العاشرة من الشوط الإضافي الثاني، تلقى أندريس إنييستا تمريرة من زميله فابريغاس، استلم الكرة وسدّدها بقوّة تجاه المرمى مسجّلا هدف الفوز ليمنح إسبانيا تحت قيادة المدرب فيسنتي ديلبوسكي أوّل لقب في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، وتتأكد عقدة هولندا مع النهائيات، أما إسبانيا فدخلت نادي الدول المتوجة باللقب (إنفوغراف أبطال العالم).

الأهداف

في البطولة
  • مجموع المباريات 64
  • الأهداف المسجلة 145
  • المعدل العام 2.27

الترتيب النهائي

للفائزين
  • إسبانيا
  • هولندا
  • ألمانيـا

الحضور الجماهيري

2010
  • عدد الملاعب 10
  • مجموع الحضور : 3،167،984
  • معدل الحضور 49,669

زلزال الماركانا

ألمانيا تكسر معادلات التتويج
الجزء العشرون

ذات صلة