قصة كأس ..العقدة الإيطالية مستمرة الجزء التاسع عشر(18/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

بعد الإخفاق في نهائي 2002 أمام البرازيل، نظمت المانيا بطولة عام 2006، أملا في إعتلاء منصات التتويج مجددا وقد جهزت بنية تحتيه ممتازة لإستضافة النسخة الثامنة عشر في الفترة من 9 يونيو إلى 9 يوليو بمشاركة 32 دولة.  اركت 198 دولة في التصفيات من ضمنها البرازيل بعد إعتماد نظام جديد للتأهل لا يعفي حامل اللقب من المنافسة على بطاقة في النهائيات. ظهرت دول عدة في النهائيات لأول مرة : أنغولا – غانا – ساحل العاج – توغو – ترينيداد وتوباغو – أوكرانيا – جمهورية التشيك – صربيا والجبل الأسود.

سبقت البطولة أكبر فضيحة على الإطلاق في كرة القدم الإيطاليّة، عرفت بـ “الكالتشيوبولي”، تتعلق بنتائج المباريات في الدوري المحلي وكانت بنتيجتها سقوط يوفنتوس الى الدرجة الثانية، بخلاف التوقعات إنعكست الأزمة إيجابا على منتخب إيطاليا الذي قدم بطولة كبيرة توج في ختامها بلقبه الرابع.

أقيمت المباريات في اثني عشر ملعبًا في 12 مدينة ألمانية، إحتضنت 64 مباراة سجل فيها 147 هدفاً بمعدل 2.3 في المباراة الواحدة. حظيت البطولة بحضور جماهيري كبير سواء في الملاعب كما شاهدها حوالي ثلاثة مليارات عبر الشاشة، ولم يسبق لأي حدث تلفزيوني أن جمع هذا العدد من الناس في وقت واحد.

مواجهة ألمانيا وكوستاريكا هي الأكثر تهديفا في اللقاءات الافتتاحية أنتهت ألمانية 4/2

عربيا، بدأت تونس والسعودية مشوارهما بالتعادل 2-2، وكلاهما خسر مباراتيه امام أوكرانيا واسبانيا، فأحتلت المركزين الثالث والرابع تواليا بنقطة واحدة. تأهّلت للدور الثمن نهائي منتخبات : ألمانيا، كوستاريكا، إنكلترا، السويد، الأرجنتين، هولندا، البرتغال والمكسيك، غانا، إيطاليا، البرازيل، أستراليا، سويسرا، فرنسا، إسبانيا، أوكرانيا.

ضمن منافسات دور الـ 16، واصلت ألمانيا مشوارها الجيد في البطولة وفازت بهدفين نظيفين على السويد، كما واصلت فرنسا أداءها المميز وتغلبت على اسبانيا بثلاثة اهداف لهدف، وتغلبت البرتغال على هولندا بهدف نظيف. استطاعت إيطاليا وبركلة جزاء في الوقت القاتل لفابيو غروسو إقصاء المنتخب الأسترالي، وانتصرت الأرجنتين على المكسيك وانتصرت إنكلترا على الإكوادور بهدف يتيم. المباريات الأخرى لم تشهد مفاجأت تذكر، باستثناء عبور أوكرانيا الى ربع النهائي بالفوز على سويسرا، أما المنتخب الغاني، فقد خرج من المسابقة بخسارته بثلاثية أمام البرازيل.

حُسِمت مباراتان في ربع النهائي بركلات الترجيح، بين المانيا والأرجنتين ومباراة البرتغال وانكلترا، فتأهلت ألمانيا والبرتغال. أنهت إيطاليا مشوار أوكرانيا بالفوز عليها بثلاثيّة، وفي إعادة لنهائي 1998، تمكّنت فرنسا من إخراج البرازيل من البطولة بهدف سجّله تييري هنري في بداية الشوط الثاني.

في المباراة الأولى من نصف النهائي، تواصلت عقدة الألمان مع إيطاليا وفشل أصحاب الأرض من تحقيق أول إنتصار رسمي على إيطاليا التي أنهت مسيرة صاحبة الأرض، بعد وقت أصلي انتهى بالتعادل السلبي، تمكّنت أليساندرو دل بييرو وفابيو غروسو من هز الشباك في آخر دقيقتين من الأشواط الإضافية. أما اللقاء الثاني بين فرنسا والبرتغال فأنتهى بهدف فرنسي سجله زين الدين زيدان بركلة جزاء.

إحتضنت العاصمة الألمانية برلين المباراة النهائية بحضور 72  ألف متفرّج، حصلت فرنسا على ركلة جزاء في الدقيقة السابع نفذها زين الدين زيدان على طريقة بانيكا مسجلا الهدف في مرمى الحارس العملاق جيان لويجي بوفون ، لكن الرد الإيطالي لم يتأخر كثيرا في الدقيقة 19، حول المدافع ماركو ماتيراتزي ركنية من زميله أندريا بيرلو الى هدف التعادل وهي كانت نتيجة الوقت الأصلي.

في الشوط الإضافي الثاني، دخل المدافع ماتيراتزي وزيدان في جدال انتهت بنطحة شهيرة على صدر ماتيراتزي، وعليه أخرج حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجه زيدان عند الدقيقة 110. لجأ المنتخبات لركلات الترجيح لحسم هوية بطل العالم سجلت ركلاتها الخمس مقابل ثلاث للفرنسيين، ليتوّج المنتخب الإيطالي بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه  متأخرا بلقب واحد عن البرازيل صاحبة الألقاب الخمس ( إنفوغراف أبطال العالم)