منتخب المغرب

قطر 2022 | العرب يهزمون أبطال العالم

تصدر منتخب المغرب المجموعة السابعة في نهائيات كأس العالم – قطر 2022. هي خلاصة مونديال يؤكد الجميع بأن البصمة العربية كانت واضحة فيه، وأنه الأفضل بالنسبة لهم على صعيد النتائج منذ أولى المشاركات عـام 1934 التي كانت مصرية.

على الاراضي القطرية وفي النسخة رقـم 22، سجلت المنتخبات العربية نتائج ستبقى محفورة في سجل البطولة، فكأس العالم بأصغر تفصيل فيه هو حدث بحد ذاته، فكيف اذا فازت السعودية المصنفة 51 عالميا على الأرجنتين صاحبة التصنيف الثالث بقيادة نجمها ليونيل ميسي. وأن تقارع تونس المصنفة (30) كبار اللعبة في المجموعة الثانية وفي مقدمتهم حاملة اللقب فرنسا وتفوز عليها، فحتما سيكون حديث العالم والشارع الكروي.

والأبرز أن تتصدر المغرب (22 عالميا) مجموعة فيها كرواتيا وصيفة عـام 2018 وبلجيكا ثانية التصنيف العالمي، فتتعادل مع الأولى وتهزم الثانية، فذلك ليس بالأمر السهل ويؤكد أن العرب إستعدوا جيدا للونديال القطري.

وحده البلد المنظم خيب الآمال رغم البدء بإعداد المنتخب منذ ما يقارب العشر سنوات تاريخ الحصول على حق الإستضافة، صرفت مبالغ طائلة على المنتخب لجهة المعسكرات والتحضير والمشاركة في بطولات عالمية، لكن ” العنابي ” ظهر بصورة باهته جدا لم يتوقعها أحد، الجميع التوقع عدم عبور قطر من دور المجموعات، لكن أنت تتلقى ثلاث هزائم وتسجل هدفا يتيما فهنا الإشكالية. وفي حديث خاص لموقعنا تطرق المدرب المصري أحمد حافظ للنتائج العربية المميزة في البطولة.

تمكنت المنتخبات العربية من الفوز على بطلين للعالم هما الأرجنتين وفرنسا وتسجيل أعلى معدل إنتصارات للعرب في بطولة واحدة

فنياً أظهرت المغرب عقلية إحترافية وقدم لاعبوها الذين ينشط جلهم في الدوريات الأوروبية على غرار أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، حكيم زياش (تشيلسي) ، نصير مزراوي (بايرن ميونخ ) وبقيادة مدرب وطني هو وليد الركراكي، ما يعني أن المنتخب له شخصية قادرة على مقارعة الكبار والتعامل مع ظروف المباريات والمواقف التي يحتاج فيها اللاعبون لإتخاذ قرارات صحيحة في مواقف صعبة بعيدا عن رهبة المباريات والمنتخبات المنافسة، وهذا ظهر جليا في مواجهة كرواتيا وبلجيكا بالتحديد حيث لعب ” أسود الأطلس” بجرأة كبيرة ولم يتراجعوا للدفاع للخروج متعادلين بل تقدموا للأمام لثقة مدربهم بأن لديه من اللاعبين من هو قادر على صنع الفارق ومجاراة أي منافس والتغلب عليه فكان لهم ما أرادوا وباتوا الآن في الدور الثاني كمتصدرين للمجموعة، وكان للمدرب حافظ أيضا رأيه في التألق المغرب.

أما تونس، فتملك مجموعة مميزة معظمها محترف خارج البلاد وإن كان بجودة أقل من المغرب، شوط واحدا سيء كان كفيلا بخروج تونس من المنافسة وتحديدا أمام أستراليا، حيث أجمع النقاد والمحللون بأن “نسور قرطاج” هم من هزموا أنفسهم. المباراة الأخيرة كانت أمام فرنسا التي غاب عنها بعض الاسماء الكبيرة لكنها في النهاية تبقى حاملة اللقب ، آمنت تونس بحظوظها في التأهل وقدمت عرضا جيدا خرجت منه فائزة بهدف نظيف بعد أن جارت “الديوك”، في إثبات جديد بان الكرة العربية يمكنها تحقيق النتائج اذا كان هناك ثقة وعمل صحيح وبناء جيد للمنتخبات، ولو أسعفت بقية النتائج تونس لكانت الآن ضمن المتأهلين للأدوار الإقصائية.

سـاهم إحتراف لاعبي المغرب وتونس في تقديم المنتخبين لمباريات كبيرة عكست التطور الذهني والبدني عندهم

ظهرت السعودية بتنظيم وإندفاع أبهر الجميع، وهذا يعكس بشكل او بآخر شخصية مدربها هيرفي رينارد الذي من يتابعه خلف الكواليس يعرف حجم التحفيز والمعنويات التي يضعها في نفوس لاعبيه قبل أية مواجهة ما ينعكس حماسا على المستطيل الأخضر. مستوى السعودية لم يكن مفاجئ فالمتابعون لـ ” الصقور” يعرفون حجم العمل والتحضير الذي حصل قبل البطولة، ما يميز السعودية عن تونس والمغرب أن كل اللاعبين ينشطون في الدوري السعودي، والذي هو بالمناسبة من أقوى الدوريات في قارة أسيا وحتى أفريقيا وفيه تصرف مبالغ طائلة لدعم الأندية، ومن الطبيعي أن تنعكس قوة الدوري على المنتخب.

طبقت السعودية تعليمات مدربها بدقة فكان التركيز الذهني حاضرا وواضحا والإندفاع البدني كبيرا وربما هذا ما يبرر العدد الكبير من الإصابات في المنتخب خلال فترة قصيرة، ما أدى الى ضيق الخيارات أمام رينارد فكانت سببا في تراجع اداء المنتخب في لقائه الأخير امام المكسيك لتنتهي رحلة السعودية في الدور الأول، لكن سيسجل لها التاريخ بأنها أول منتخب آسيوي يتغلب الأرجنتين في بطولة كأس العالم.

في الخلاصة حققت المنتخبات العربية أربع إنتصارات وتعادل في 12 مباراة، بعد أن حققت فوزين في نسخة 1982 عندما تخطت الجزائر ألمانيا الغربية 2-1 في مباراة تاريخية وتشيلي 3-2 قبل أن تودع بمؤامرة بين ألمانيا والنمسا، في نسخة 1994 تغلبت السعودية على المغرب 2-1 وبلجيكا 1-0 بهدف شهير لسعيد العويران، وفي 2018 فازت السعودية على مصر 2-1 وتونس على بنما 2-1.

ومن بين جميع المشاركين العرب في كأس العالم منذ انطلاقها في العام 1930، وحدها المغرب (1986)، والسعودية (1994 والجزائر (2014)، تخطت دور المجموعات، فخسر الأول بصعوبة أمام ألمانيا الغربية 0-1، والثانية أمام السويد 1-3، والثالثة بعد التمديد أمام ألمانيا 1-2 التي أحرزت اللقب لاحقا.

وفي النسخة الحالية ستكون المغرب على موعد مع مواجهة منتظرة أمام إسبانيا في الدور الثاني فهل ستتمكن المغرب من مواصلة المشوار والحلم العربي بالذهاب بعيدا في البطولة؟ (جدول المباريات)

المصدر: قناة المنار

ذات صلة