قصة كأس … هدف مثير يقود الإنكليز للقبهم الأول (8/21)
كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.
70 منتخبا وطنيا شاركت في التصفيات وقاطعتها أفريقيا بسبب قاعدة جديدة أجبرت الفائزين من القارة على المشاركة في مباراة فاصلة ضد الفرق الآسيوية، أدى ذلك إلى تراجع التأهّل في منطقة أفريقيا وآسيا ما عدا كوريا الشمالية التي شاركت وحققت نجاحا في دور المجموعات. عادت كرة القدم الى البلد الذي ولدت فيه، أقيمت منافسات كأس العالم الثامنة في إنكلترا في الفترة من 11 إلى 30 يوليو عام 1966. تأهل 14 منتخبا الى النهائيات إلى جانب إنكلترا الدولة المضيفة والبرازيل حاملة اللقب، بنفس نظام البطولة عام 1962 في المكسيك.
خصصت إنكلترا ثمانية ملاعب لاستضافة البطولة، تم خوض 32 مباراة سُجّل فيها 89 هدفا بمعدّل 2,78 هدفا في المباراة الواحدة، وهو رقم متطابق مع البطولة السابقة وتم طرد خمسة لاعبين خلال البطولة التي أجريت فيها إختبارات المنشطات التي وضعها الفيفا لأول مرة موضع التنفيذ في كأس العالم.
إستخدمت الإعادة التلفزيونية البطيئة للأهداف في نسخة 1966 وكذلك نشر الصور الفوتوغرافية بالألوان
رغم تعثرها في المباراة الأولى أمام أوروغواي إستعادت إنكلترا توازنها في المجموعة الأولى، لتفوز على المكسيك بهدفين، ثم على فرنسا بنفس النتيجة وتصدّرت مجموعتها. امتلكت الإنكليز فريقاً قوياً في كلّ المراكز، فبرز جوردون بانكس في حراسة المرمى، وبوبي مور وجيمس جرافيس وبوبي شارلتون وهارست.
تصدّرت ألمانيا الغربية المجموعة الثانية في حين واصلت إسبانيا خيباتها في كأس العالم وخرجت من الدور الأول. حاملة اللقب البرازيل تأثرت كثيرا بإصابة بيليه وتراجع مستوى غرينشيا، وفي مفاجأةٍ من العيار الثقيل، خرج بطل النسختين السابقتين من الدور الأول.
في فترة الستينيات كان “الإتحاد السوفيتي” المنتخب الأقوى في القارة العجوز فعبر دور المجموعات دون مشاكل، لكن المفاجأة كانت من كوريا الشمالية التي تأهلت بدلاً من إيطاليا التي ودعت المسابقة من دورها الأول.
أنقذ السوبر هاتريك الذي أحرزه المهاجم أوزيبيو منتخب بلاده البرتغال من توديع البطولة، بعد أن تقدّمت كوريا الشمالية في الشوط الأول بثلاثية نظيفة ثم عادل أوزيبيو النتيجة 3/3 وأضاف الهدف الرابع وصنع الهدف الخامس. فازت ألمانيا الغربية على أورغواي (4-0) بينما هزمت إنكلترا الأرجنتين بهدفٍ نظيف في مباراةٍ مثيرةٍ جداً شهدت الكثير من الاشتباكات بين اللاعبين، وتعرّض فيها قائد منتخب التانغو أنطونيو راتين للطرد.
وبهدفين نظفين على حساب المجر حجز الاتحاد السوفياتي بطاقة العبور للمربع الذهبي في مباراةٍ تألّق فيها العملاق الروسي ياشين، الذي كان مرشّحاً بقوة مع إيزيبيو البرتغالي للفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
كانت مواجهة نصف النهائي بين إنكلترا والبرتغال مثيرةً للغاية، انتهت بفوز إنكلترا 2-1 ، وحققت ألمانيا المفاجأة وهزمت الاتحاد السوفياتي بهدفين مقابل هدف. على استاد ويمبلي وبحضور 96,924 متفرجاً إقيم النهائي المنتظر بين الإنكليزي والألمان، انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 في مباراة دراماتيكية سجّل أهدافها هيلموت هالر وفولفغانغ فيبر للألمان، وجيف هيرست ومارتن بيترز للإنكليز، لتذهب المباراة إلى أشواط إضافية.
في الشوط الإضافي، أحرز منتخب إنكلترا أحد أكثر الأهداف إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم عبر جيف هيرست الذي سدّد كرة ارتطمت بالعارضة وارتدت بالقرب من خط المرمى، ليحتسبها الحكم هدفا رغم اعتراض الألمان، ليبقى هذا الهدف مثيرا للجدل حتى يومنا هذا. عزّز أصحاب الأرض تقدّمهم بتسجيل الهدف الرابع عبر هيرست نفسه الذي أصبح اللاعب الأول والوحيد الذي يسجّل هاتريك في تاريخ نهائي كأس العالم وينضم الى قائمة اللاعبين الذين سجلت بإسم الكثير من الحقائق والأرقام الخاصة بكأس العالم.
سلمت الملكة إليزابيث الثانية نسخة عام 1966 للمنتخب الإنكليزي لتكون بذلك شاهدة على التتوج الوحيد لهم في البطولة رغم النجوم الكبار الذين مروا على الكرة الإنكليزية والدوري الأقوى في العالم فشل الإنكليز حتى في بلوغ المباراة النهائية مرة أخرى بعد العام 1966.
الأهداف
- مجموع المباريات 32
- الأهداف المسجلة 89
- المعدل العام 2.78
الترتيب النهائي
- إنكلـترا
- ألمانيـا الغربية
- البرتغـال
الحضور الجماهيري
- عدد الملاعب 7
- مجموع الحضور : مليون ونصف المليون
- معدل الحضور 48847