قصة كأس .. زلزال ما قبل المونديال (7/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

9.5 درجات هي قوة زلزال ” فالديفيا” الذي ضرب تشيلي قبل عامين من إستضافتها كأس العالم بنسخته السابعة. بعد إقامة البطولة في أوروبا لمرتين متتاليتين، عاد التنظيم الى أميركا الجنوبية، بسبب الأوضاع السياسية المتوترة في الأرجنتين نظمت تشيلي الحدث خلال الفترة من 30 مايو إلى 17 يونيو.

ألحق الزلزال دمارا كبيرا في البنى التحتيه، لتقام البطولة في 4 ملاعب بدلاً من عشرة. تأهل 14 منتخبا عن طريق التصفيات التي خاضها 57 بلدا بالإضافة الى تشيلي البلد المنظم والبرازيل حاملة اللقب ليصبح المجموع 16 لم يكن من بينهم أي من منتخبات قارة آسيا أو أفريقيا حيث كان يتوجب عليهم لعب مباريات تأهيليّة إضافية ضد الفرق الأوروبية، ولم تصل أي دولة أفريقية إلى النهائيات حتى عام 1970 عندما منح الفيفا مقعدا واحدا للإتحاد الإفريقي.

تعتبر مواجهة سانتياغو بين تشيلي وإيطاليا من أكثر المباريات عنفاً في تاريخ كأس العالم. المباراة شهدت طرد لاعبين من المنتخب الإيطالي، مع تغاضي الحكم الإنكليزي عن طرد لاعبين من منتخب تشيلي، أمر أدى إلى فوضى عارمة بين الفريقين وصلت إلى الشجار والبصق، ما دفع الشرطة للتدخل أكثر من مرة. إنتهى اللقاء بفوز منتخب التشيلي بنتيجة 2-0.

لمع في البطولة اسم فيرينك بوشكاش مع المنتخب الوطني الإسباني بعد أن غيّر جنسيّته بسبب الثورة المجرية. كانت فكرة تغيير نجوم كرة القدم للجنسية والمنتخب شائعة جدا قبل سن قوانين جديدة من الفيفا تنظم العملية. تأهل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وألمانيا الغربية وتشيلي والبرازيل وتشيكوسلوفاكيا والمجر وإيطاليا من مرحلة المجموعات.

في ربع النهائي فازت تشيلي والبرازيل ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا بمبارياتها ووصلت إلى الدور نصف النهائي حيث خسرت تشيلي أمام البرازيل(4-2) وتأهلت تشيكوسلوفاكيا للمرحلة الأخيرة على حساب يوغسلافيا (3-1).

إصابة بيليه لم تمنع البرازيل من الوصول للنهائي وتقمص غارينشيا دور زميله

أقيم النهائي على ملعب تشيلي الوطني في العاصمة سانتياغو بين منتخب البرازيل ومنتخب تشيكوسلوفاكيا، واستطاع منتخب البرازيل الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعدما فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف. وبذلك تكون البرازيل قد دافعت عن لقبها وأصبحت ثاني دولة تحتفظ باللقب بعد إيطاليا التي فازت عامي 1934 – 1938.