قصة كأس … البرازيل تحتفظ بكأس جول ريميه (9/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

استضافت المكسيك النسخة التاسعة لنهائيات كأس العالم من 31 مايو إلى 21 يونيو عام 1970، وباتت أول دولة تنظّم البطولة من خارج دول أوروبا وأمريكا الجنوبية، وأول بطولة تُبثّ على شاشة التلفزيون بالألوان. سمح خلال البطولة بإجراء تبديلين لكلّ منتخب للمرة الأولى، كما منح الحكام حق رفع البطاقتين الصفراء والحمراء، بعد أن كانت من قبل شفهيًا، ولم يتم استخدام البطاقة الحمراء في هذه البطولة.

شارك في التصفيات 75 منتخباً تأهّل منهم 14 إضافة إلى المكسيك باعتبارها البلد المضيف وإنكلترا حاملة اللقب، وشهدت هذه النسخة أوّل ظهور للمنتخب المغربي.

أقيمت البطولة على خمسة ملاعب في خمس مدن، جرت 32 مباراة سجّل فيها 95 هدفاً (2،96 هدفاً في المباراة الواحدة)، وكانت أول بطولة برعاية رسمية، وقامت شركة أديداس بتصنيع الكرة وأطلقت عليها إسم Teslar .

1970 هي أول بطولة تُبثّ عبر شاشة التلفزيون بالألوان

قسمت المنتخبات المتأهّلة إلى أربعة مجموعات يصعد منها إثنان لمرحلة خروج المغلوب. في كـأس العالم 1970 قسمت الفيفا الفرق 16 المُتأهله إلى أربع “مجموعات جغرافية”، آخذة في الاعتبار المشاكل السياسية لجهة عدم تواجد “الكيان الصهيوني” والمغرب مع بعضهما البعض بعد أن هدد المغرب في وقت سابق بالانسحاب من البطولة، كما حصل في الألعاب الأولمبية قبل عامين.

المجموعة الثالثة كانت الأقوى وضمت حامل اللقب المنتخب الإنكليزي، ومعه البرازيل، تشيكوسلوفاكيا، ورومانيا. قدّمت البرازيل مستوى أبهر العالم، بقيادة نخبة من أبزر النجوم عبر التاريخ على رأسهم بيليه وجيرزينيو وكارلوس ألبيرتو وريفيلينيو.

فاز منتخب السيليساو بكل مبارياته، وخطف الإنكليز المقعد الثاني بعد فوزهم على رومانيا وتشيكوسلوفاكيا بذات النتيجة(1-0) كانت الخسارة الوحيدة على يد “بيليه” ورفاقه. أما ممثل العرب الوحيد فكان في المجموعة الرابعة إلى جانب المنتخب الألماني، بيرو، وبلغاريا لكنه ودع البطولة من دورها الأول.

رد الألمان في الدور ربع نهائي على خسارتهم في نهائي 1966 أمام الإنكليز في ويمبلي، وفازوا بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة تقدّم فيها المنتخب الإنكليزي بهدفي موليري وبيتيرس، وبعدها عادل المنتخب الألماني النتيجة عن طريق القيصر بيكينباور” وسيلير لتنتهي المباراة بالتعادل ويضطر الفريقان للعب نصف ساعة أخرى كوقت إضافي، استطاع خلالها أن يحرز النجم الألماني “مولر” هدف الفوز في الدقيقة 108 ليصعد بمنتخبه للدور نصف النهائي.

حسمت البرازيل نصف النهائي أمام أوروغواي بثلاثة أهداف لهدف، جاءت عن طريق “جايزرينهو، كلودوادور، ريفيلينهو” مقابل هدف بتوقيع “لويس كوبيلا”.

في المباراة الثانية التي صنفها الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأنها الأفضل تاريخياً بين المنتخب الإيطالي ونظيره الألماني، فقد انتهت بفوز إيطاليا بأربعة أهداف لثلاثة حيث تقدّم روبيرتو بوتيتسينا لمنتخب إيطاليا قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول، لتستمر المباراة على هذه النتيجة حتى الدقيقة 90 عندما أحرز شتيلينغر هدف التعادل لمنتخب بلاده لتمتدّ المباراة لوقت إضافي. وفي الدقيقة 94 سجّل مولر الهدف الثاني للألمان، وبعدها بأربع دقائق عادل بورجينيت” لينتهي الشوط الإضافي الأول بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.

وبعد مرور خمس دقائق من الشوط الإضافي الثاني تقدّم ريفا للأتزوري بالهدف الثالث ليأتي الرد سريعاً من جانب مولر الذي أحرز الهدف الثالث هو الآخر في الدقيقة 111 ، قبل أن يختتم ريفيرا مسلسل الأهداف في نهاية هذا الشوط، لتفوز إيطاليا بهذه المباراة وتصعد للمباراة النهائية.

أقيم نهائي كأس العالم 1970 على ملعب أزتيكا، أمام 107,412 متفرج، بين البرازيل وإيطاليا، عنوان اللقاء كان من سيضع اللقب الثالث في خزائنة، نجحت كتيبة النجوم البرازيلية من تحقيق نتيجة كبيرة 4-1 ومعها إحتفظت بكأس جول ريميه للأبد بعد بطولتي 1958 و1962.

دخلت البرازيل التاريخ، وبات ماريو زاغالو أول شخص يفوز بكأس العالم كلاعب (عامي 1958 و 1962) و كمدرب (عام 1970). و أصبحت البرازيل أول منتخب يحرز كأس العالم و يفوز بجميع اللقاءات التي لعبها، و أصبح جارزينيو أول لاعب يسجّل في كل مباريات البطولة التي لعبها.