صراع المنافسة على القمّة يتواصل في الدوري الإنكليزي

بعد لعبة الكراسي الموسيقية التي شهدها جدول ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الجولة الماضية، يتواصل صراع المنافسة على القمة بين عمالقة المسابقة، عندما تنطلق الجولة الـ14 للبطولة السبت.

ويسعى آرسنال للاحتفاظ بالصدارة، التي انقض عليها في الجولة الماضية، عندما يستضيف وولفرهامبتون في افتتاح المباريات على ملعب الإمارات بالعاصمة البريطانية لندن.

وارتقى آرسنال، الطامح لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2003-2004، لصدارة جدول الترتيب برصيد 30 نقطة، عقب فوزه الصعب على مضيفه برينتفورد السبت الماضي، مستفيداً من تعادل مانشستر سيتي (المتصدر السابق) 1-1 مع ضيفه ليفربول في الجولة الماضية.

ويخوض آرسنال المباراة بمعنويات مرتفعة، عقب صعوده رسمياً للأدوار الإقصائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، إثر انتصاره الكاسح 6-0 على ضيفه لانس الفرنسي الأربعاء، ليضمن إنهاء مشواره بدور المجموعات في المسابقة القارية وهو متربعاً على قمة مجموعته.

ويأمل آرسنال في مواصلة نتائجه الجيدة وتحقيق فوزه الخامس على التوالي في مختلف المسابقات، كما يرغب أيضاً في استمرار تفوقه على وولفرهامبتون للمباراة الخامسة على التوالي أيضاً.

ومنذ خسارته 1-2 في ملعبه أمام وولفرهامبتون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تغلب آرسنال على الفريق الملقب بـ(الذئاب) في لقاءاتهما الأربعة الأخيرة بالدوري الإنجليزي، حيث أحرز لاعبوه 10 أهداف خلالها، واستقبلت شباكه هدفاً وحيداً.

ولم يعرف آرسنال سوى طعم الفوز بجميع البطولات منذ هزيمته المثيرة للجدل 0-1 أمام مضيفه نيوكاسل يونايتد مطلع الشهر الماضي بالدوري الإنكليزي، حيث تغلب 2-0 على ضيفه إشبيلية الإسباني بدوري الأبطال، قبل أن ينتصر 3-1 على ضيفه بيرنلي بالدوري الإنجليزي، وأعقبها فوزه على كل من برينتفورد ولانس.

ورغم ترتيبه المتأخر نسبياً في المسابقة إلا أن وولفرهامبتون، صاحب المركز الثاني عشر برصيد 15 نقطة، لن يكون بالصيد السهل لآرسنال، بعدما اعتاد على تحقيق نتائج إيجابية أمام فرق الصفوة بالمسابقة هذا الموسم.

وخلال الموسم الحالي، تغلب وولفرهامبتون 2-1 على مانشستر سيتي في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل أن يفوز بالنتيجة ذاتها على توتنهام هوتسبير الشهر الماضي، كما تعادل مع كل من أستون فيلا ونيوكاسل، اللذين يتواجدان في مراكز متقدمة بجدول الترتيب.

من جانبه، يتطلع مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، للعودة لنغمة الانتصارات، بعدما غابت عنه في الجولتين الماضيتين، عندما يخوض مواجهة من العيار الثقيل أمام ضيفه توتنهام، في قمة مباريات المرحلة الأحد.

وفرّط مانشستر سيتي في تقدّمه خلال مباراتيه ضد مضيفه تشيلسي وضيفه ليفربول في الجولتين الماضيتين، ليتعادل معهما 4-4 و1-1 على الترتيب، ويهدر 4 نقاط ثمينة ساهمت في تراجعه للمركز الثاني، بفارق نقطة خلف آرسنال.

وقدّم فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا أداء مهتزا في مباراته الأخيرة بدوري الأبطال أمام ضيفه لايبزغ الألماني الثلاثاء الماضي، رغم حصوله على النقاط الثلاث، التي ضمنت له صدارة مجموعته في المسابقة.

وظهر مانشستر سيتي بشكل باهت للغاية أمام لايبزغ في الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم الفريق الألماني 0-2، قبل أن يستعيد اتزانه في الشوط الثاني، الذي شهد تسجيله 3 أهداف خلال 33 دقيقة، ليفوز باللقاء 3-2، ويحافظ على العلامة الكاملة بمجموعته عقب فوزه في جميع لقاءاته الخمسة التي خاضها.

ويطمع مانشستر سيتي في استعادة الصدارة مجدداً حال فوزه على توتنهام وتعثّر آرسنال أمام وولفرهامبتون، وهو أمر وارد بلا شك، في ظل معاناة فريق المدرب الأسترالي انجي بوستيكوجلو من الهزائم المتتالية مؤخراً.

وبعد بدايته الرائعة في البطولة هذا الموسم، التي شهدت تحقيقه 8 انتصارات وتعادلين في لقاءاته العشرة الأولى، ليصبح في الصدارة لعدة أسابيع، تراجعت نتائج توتنهام بشدة بشكل مفاجئ، بعدما خسر مبارياته الثلاث الأخيرة أمام كل من تشيلسي وولفرهامبتون وأستون فيلا.

وساهمت هزائم توتنهام الأخيرة في ابتعاده عن أندية المربع الذهبي للمرة الأولى هذا الموسم، ليتقهقر للمركز الخامس برصيد 24 نقطة، بفارق نقطتين خلف المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في الموسم المقبل.

ودائماً ما تتسم مواجهات الفريقين بالإثارة والندية، لاسيما في المواسم الأخيرة، ففي آخر 12 مواجهة جرت بينهما بكل المسابقات، فاز مانشستر سيتي في 5 لقاءات، فيما حقق توتنهام 6 انتصارات، وفرض التعادل نفسه على لقاء وحيد.

من جانبه، يهدف ليفربول، صاحب المركز الثالث برصيد 28 نقطة، لاستمرار انتصاراته في معقله بجميع البطولات هذا الموسم، حينما يستضيف فولهام، صاحب المركز الرابع عشر برصيد 15 نقطة، الأحد.

وفاز ليفربول، الذي بلغ دور الـ16 في بطولة الدوري الأوروبي الخميس، في كل لقاءاته العشرة التي لعبها في ملعب أنفيلد على الصعيدين المحلي والقاري في الموسم الحالي، لكن هذا لن يدفع لاعبيه للتهاون أمام فولهام، الذي دائما ما يشكل عقبة صعبة أمام الفريق الأحمر، خاصة في المباريات الأخيرة التي جرت بينهما.

وفي آخر 4 مواجهات جرت بين ليفربول وفولهام، حقق كل فريق انتصاراً وحيداً على الآخر، فيما خيم التعادل على مواجهتين.

ويبحث النجم الدولي المصري محمد صلاح، هداف ليفربول، عن تسجيل هدفه الخامس في شباك الفريق اللندني، الذي يلعب ضده للمرة السابعة، أملاً في اللحاق بالنرويجي إيرلينغ هالاند، نجم مانشستر سيتي، في سباقهما على صدارة ترتيب هداف المسابقة هذا الموسم.

ويتواجد صلاح في المركز الثاني حالياً برصيد 10 أهداف، بفارق 4 أهداف خلف هالاند (المتصدر)، الذي يحلم بالاحتفاظ بجائزة (الحذاء الذهبي)، التي يتم منحها لهداف المسابقة، للموسم الثاني على التوالي، بعدما حصل عليها في موسمه الأول بالملاعب البريطانية.

وفي حال تسجيل (الفرعون المصري) هدفاً على الأقل، سيصل للهدف رقم 150 في مسيرته بالدوري الإنكليزي، وسيتقاسم المركز العاشر بقائمة الهدافين التاريخيين للبطولة العريقة، الذي يحتله حاليا النجم الإنجليزي السابق مايكل أوين.

ويتواجد صلاح في المركز الـ11 حالياً بالقائمة بالاشتراك مع اللاعب المعتزل ليس فيرديناند برصيد 149 هدفاً، عقب تسجيله 147 هدفاً مع ليفربول وهدفين مع فريقه السابق تشيلسي.

وكان صلاح سجل هدفاً وصنع آخر خلال فوز ليفربول الكبير 4-0 على ضيفه لاسك لينز النمساوي في الجولة قبل الأخيرة بمرحلة المجموعات للدوري الأوروبي، ليساهم بـ19 هدفاً في 19 مباراة خاضها مع فريق المدرب الألماني يورغن كلوب بمختلف البطولات هذا الموسم، عقب تسجيله 13 هدفاً وصناعته 6 أهداف لزملائه.

ويبحث مانشستر يونايتد مواصلة صحوته في الدوري الإنكليزي وحصد فوزه السادس في لقاءاته السبعة الأخيرة بالبطولة، عندما يحل ضيفاً على نيوكاسل بملعب سانت جيمس بارك.

وساهمت سلسلة انتصارات يونايتد الأخيرة، في تقدّمه للمركز السادس برصيد 24 نقطة، عقب تحقيقه 8 انتصارات وتلقيه 5 هزائم خلال مبارياته الـ13 التي لعبها في البطولة هذا الموسم حتى الآن.

ورغم الصحوة المحلية التي حققها فريق المدرب الهولندي إريك تين هاغ، لكنه تلقى صدمة جديدة في دوري الأبطال، بتعادله المخيب 3-3 مع مضيفه غلطة سراي التركي، لتتقلص حظوظه في الصعود لمرحلة خروج المغلوب في البطولة القارية، التي توج بها 3 مرات.

وبقي مانشستر يونايتد قابعاً في مؤخرة ترتيب مجموعته، حيث أصبح يتعين عليه الفوز على ضيفه بايرن ميونخ الألماني في ختام لقاءاته بدور المجموعات، أملاً في انتهاء اللقاء الآخر بالجولة الأخيرة بين كوبنهاغن الدنماركي وضيفه غلطة سراي بالتعادل، حتى يتجنب الخروج المبكر من المسابقة.

من جانبه، يخوض نيوكاسل، صاحب المركز السابع برصيد 23 نقطة، المباراة، وذهن لاعبيه وأنصاره مازال منشغلاً بتعادله المثير للجدل 1-1 مع مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، يوم الثلاثاء الماضي بدوري الأبطال.

وشهدت المباراة التي أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس حصول سان جيرمان على ركلة جزاء مثيرة للجدل، سجل من خلالها هدف التعادل في اللقاء، الذي ربما يعصف بأحلام نيوكاسل في بلوغ دور الـ16 لدوري الأبطال، بعدما بقي في المركز الثالث بترتيب مجموعته.

وكان نيوكاسل حقق انتصاراً كبيراً 4-1 على ضيفه تشيلسي في المرحلة الماضية للدوري المحلي، ليصالح جماهيره التي شعرت بالإحباط من خسارته 0-2 في مباراتيه السابقتين بمختلف المسابقات أمام بوروسيا دورتموند الألماني بدوري الأبطال، وبورنموث في الدوري الإنكليزي.

وتشهد تلك الجولة عدد من المباريات المهمة الأخرى، حيث يلتقي بيرنلي مع ضيفه شيفيلد يونايتد، وبرينتفورد مع لوتون تاون، ونوتينغهام فورست مع إيفرتون.

كما يلعب تشيلسي، صاحب المركز العاشر برصيد 16 نقطة، مع ضيفه برايتون، بعد غد، فيما يلعب ويستهام يونايتد مع كريستال بالاس، وبورنموث مع أستون فيلا في اليوم ذاته.

المصدر: وكالات

ذات صلة