قصة كأس .. بحضور رئيس البلاد فرنسا تحرز لقبها الأول (16/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

 

حفلت النسخة الـسادسة عشر من كأس العالم بالكثير من الأحداث، بعد منافسة قوية مع المغرب نالت فرنسا شرف إستضافة البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد أولى كانت عـام 1938، وباتت ثالث بلد ينظم الحدث مرتين.

كانت أعداد المنتخبات التي تشارك في التصفيات آخذة بالتزايد من نسخة الى أخرى، رفع الإتحاد الدولي للعبة عدد المقاعد الى 32 وهي المرة الأولى التي يشارك فيها هذا العدد في البطولة منذ نشأتها، ما زاد عدد الدول المشاركة في التصفيات والتي بلغت 174.

أقيمت الكأس خلال الفترة من 10 يونيو إلى 12 يوليو من العام 1998، وكان من بين المشاركين، ثلاث منتخبات عربية : السعودية، تونس والمغرب، ظهرت جنوب إفريقيا لأول مرة على الساحة العالمية، كما شاركت كرواتيا لأوّل مرة منذ استقلالها، كذلك تأهّلت جامايكا للمرة الأولى الى البطولة.

 

تغير نظام بعد رفع عدد المشاركين، فقسمت الدول الـ 32 المشاركة على ثماني مجموعات تضم كل واحدة منها أربع منتخبات يتأهل الأول والثاني منها الى الأدوار الإقصائية

جرت 64 مباراة في البطولة في عشر مدن وعلى 10 ملاعب، سجّل فيها 171 هدفاً بمعدل 2.67 هدفاً في المباراة الواحدة، تم منح 18 بطاقة حمراء في البطولة، وهو رقم قياسي، وتم منح 250 بطاقة صفراء وهو رقمًا قياسيًا جديدًا أيضًا.

كان دور المجموعات على موعد مع مباراة رياضية بأبعاد سياسية، بعدما ضمت المجموعة السادسة ايران وأميركا، إنتظر الجميع المواجهة بفارغ الصبر بين بلدين يشوب علاقتهما الكثير من التوتر، لكن المستطيل الاخضر تمكن من جمع الأضاد فكان التنافس الرياضي كبيرا وحسمه الإيرانيون بهدفين لهدف علما أن المواجهة سوف تتكرر بينهما في نسخة عام 2022.

 

لا مفاجآت تذكر في دور المجموعات بعد أن تأهّلت منتخبات البرازيل والنرويج، إيطاليا وتشيلي، فرنسا والدنمارك، باراغواي ونيجيريا، هولندا والمكسيك، ألمانيا وبيوغوسلافا، رومانيا وإنكلترا، الأرجنتين وكرواتيا إلى الدور الـ 16.

اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم قاعدة “الهدف الذهبي” في الأشواط الإضافية والفريق الذي يسجّله أولا يفوز بالمباراة دون إكمال ما تبقى من الوقت. كان الهدف من ذلك حث المنتخبات على إنتهاج أسلوب هجومي في الوقت الإضافي وعدم اللجوء لركلات الترجيح. من المباريات البارزة في هذا الدور، تلك التي جمعت إنكلترا والأرجنتين وكانت نتيجتها (2-2) في الوقتين الأصلي والإضافي، ثم حسمت الأمور بركلات الترجيح لصالح الارجنتين (4-3)، بينما سجلت فرنسا أول هدف ذهبي في تاريخ كأس العالم عن طريق رولان بلان بتغلبها على باراغواي 1 – صفر.

دخلت ألمانيا المسابقة كبطلة لأوروبا عام 1996 لكن منتخبها كان بمعدل أعمار كبير فدفعوا ثمنه غاليا في دور الـ 8 بعد خسارة كبيرة جدا أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة. كانت الأرجنتين تسير بثبات نحو لقبها الثالث بقيادة أورتيغا لكن الأخير فقد أعصابه (مثل مارادونا في عام 1982) وطُرد بعد أن نطح الحارس الهولندي إدوين فان دير سار، تقدّمت هولندا عبر باتريك كلايفرت، وعدّلت الأرجنتين بعد خمس دقائق، وفي الدقيقة الأخيرة، سجّل دينيس بيركامب هدفًا قضى به على أحلام الأرجنتينيين.

 

إعتمدت قاعدة الهدف الذهبي عام 1998 وكان أول الأهداف من نصيب رولان بلان الفرنسي

 

بدروها، حسمت فرنسا تأهلها على حساب إيطاليا بركلات الترجيح، وتغلّبت البرازيل في مباراة مثيرة على الدنمارك بثلاثة أهداف لهدفين ليكتمل عقد المربع الذهبي للبطولة.

هولندا السيئة الحظ في كأس العالم واجهت البرازيل تعادل المنتخبان 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي فتم اللجوء لركلات الترجيح التي حسمتها البرازيل 4-2، لتفشل هولندا بكوكبة أخرى من النجوم برفع كأس البطولة الذي بات البرازيليون على بعد خطوة من رفعه للمرة الخامسة

 

التألق الكرواتي إنتهى أمام الديوك الفرنسية التي عانت كثيرا بعدما هز دافور سوكر شباك الحارس فابيان بارتيز، أعتقد الجميع أن الحلم الفرنسي سيتبخر الى أن فك ليليان تورام شفرة الدفاعات الكرواتية وسجل هدفين حمل بهما منتخب بلاده الى أول نهائي للمونديال.

 

 

 

 

 

 

 

 

استضاف ملعب سان دونيس الذي يتسع لثمانين ألف متفرج المباراة النهائية ، بين البرازيل حاملة لقب عام 1994 وفرنسا صاحب الأرض والجمهور التي لعبت تحت انظار رئيس البلاد آنذاك جاك شيراك.

 

لأول في مرة في تاريخ البطولة يدير اللقاء النهائي حكم عربي هو المغربي سعيد بلقولة

علق البرازيليون آمال كبيرة على رونالدو للإحتفاظ باللقب وتكرار ما فعله روماريو قبل أربع سنوات. لكن ظهوره في النهائي لم يرق للمستوى المطلوب، وبدا أن بقيّة اللاعبين تأثروا بحالة رونالدو السيئة. على النقيض تماما كان زين الدين زيدان على الموعد تقدم لفرنسا برأسية في الدقيقة 27، وقبل صافرة نهاية الشوط الأول، عاد وبنفس الطريقة ليسجّل هدفا ثانيا. حاولت البرازيل التعديل في الشوط الثاني دون جدوى، وفي الدقائق الأخيرة، انطلقت فرنسا في هجمة مرتدّة أنهاها إيمانويل بوتي هدفا ثالثاً كان كفيلا بأن تتوج فرنسا بأول ألقابها العالمية لتدخل بذلك قائمة البلدان المتوجهة بالكأس الذهبية (إنفوغراف أبطال العالم).

 

الأهداف

في البطولة
  • مجموع المباريات 64
  • الأهداف المسجلة 171
  • المعدل العام 2.67

الترتيب النهائي

للفائزين
  • فرنسا
  • البرازيل
  • كرواتيا

الحضور الجماهيري

1998
  • عدد الملاعب 10
  • مجموع الحضور : 2785100
  • معدل الحضور 43517

آسيا تستضيف الحدث

لقاء أول بين العملاقين ينتهي بنجمة خامسة
الجزء السابع عشر

ذات صلة