قصة كأس .. البرازيل تعيد الحياة لكرة القدم (4/21)
كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم ” قصة كأس ” و سجل الأبطال للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.
بعد توقف دام لحوالي 12 عـاما بسبب الحرب العالمية الثانية، إتخذ القرار عام 1946 بإستئناف المسابقة وتقرر إقامة النسخة الرابعة في البرازيل بعيدا عن أوروبا التي مزقتها الحرب.
24 حزيران إنطلقت كأس العالم وأستمرت حتى 16 تموز من العام 1950. بطولة مُنعت ألمانيا واليابان من المشاركة فيها على خلفية الحرب، ولأسباب سياسية إمتنع الإتحاد السوفياتي ، هنغاريا، وتشيكوسلوفاكيا عن المشاركة، أما الارجنتين فأنسحبت من التصفيات إثر خلاف مع الاتحاد البرازيلي، ورغم تأهلها عادت فرنسا والهند لتنسحب فأستقر عدد المنتخبات على 13 فقط ما أفرز مجموعات غير متكافئة. اللافت في هذه النسخة كان مشاركة المنتخب الإنكليزي لأول مرة في البطولة بعد الإنضمام رسميا الى الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
بخلاف النسخة الأولى التي أقيمت في أميركا الجنوبية (أوروغواي) تمكنت معظم المنتخبات الأوروبية من السفر الى البرازيل جوا ما جعل الرحلات أسهل رغم بعد المسافة بين القارتين. فضل منتخب إيطاليا الإنتقال بحرا على خلفية كارثة سوبرغا الجوية التي حصلت قبل عام 1949 والتي كانت تحمل معظم أعضاء نادي تورينو لكرة القدم خلال عاصفة رعدية. وقد مات جميع الركاب البالغ عددهم 31، ومن ضمنهم 18 لاعباً. وقد كان الفريق عائداً من مدينة لشبونة البرتغالية بعدما قابل نادي بنفيكا البرتغالي ضمن مباراة تكريمية للاعب نادي بنفيكا البرتغالي فرانشيسكو فيريرا.
أقيمت البطولة بنظام المجموعات من مرحلة واحده على أن يلعب أوائل المجموعات سويا في المرحلة التالية بنظام الدوري ويحرز اللقب من يجمع أكبر عدد من النقاط. أقيمت البطولة على ست ملاعب برازيلية، وقد شيد البلد المنظم استادا جديدا وهو ماراكانا بسعة قاربت الـ 200 الف متفرج، ليصبح بعدها ” الماركانا” من أشهر ملاعب كأس العالم.
كانت البرازيل تعيش إزدهارا كبيرا في تلك الفترة أمر ساهم في بدء ظهورها كقوة كروية منافسة لكبار قارة أميركا الجنوبية الأرجنتين و أوروغواي. تجلى التقدم الكروي من خلال التتويج بكوبا أميركا عام 1949، أمر جعل الشعب البرازيل متفائلا بقدرة منتخب بلاده على الفوز باللقب وبالغ البعض في الإحتفال بالتتويج قبل نهاية البطولة.
بعد التعادل في المباراة الثانية أمام سويسرا في دور المجموعات غضب الجمهور البرازيلي كثيرا ما أضطر الشرطة لمساعدة المدرب (فلافيو كوستو) على الخروج من الملعب. إستعاد البرازيلون توازنهم فعبروا دور المجموعات وتأهلوا للدور الختامي الذي ضم أربع منتخبات هي : السويد – اسبانيا – البرازيل وأورغواي التي واجهت بعضها البعض.
حقق البرازيليون نتائج كبيرة 7-1 امام السويد و 6-1 امام إسبانيا وساد إعتقاد لدى الجميع بأن البلد المستضيف يسير بخطى ثابتة نحو إحراز اللقب. كان يكفي البرازيل التعادل في مباراتها الاخيرة أمام أوروغواي للفوز بالبطولة لكن الصدمة حصلت أمام ما يزيد عن 173 ألف متفرج في استاد الماراكانا، رغم التقدم بهدف في الدقيقة 47 عادت أوروغواي من مكان بعيد، سجلت هدفين لتقلب الطاولة على البرازيليين وتتوج باللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخها.
عندما سجلت أوروغواي هدف الفوز ذهل الجميع بما فيهم معلق المباراة على الراديو (لويس مينديز) الذي كرر عبارة ” غول للأوروغواي ” 9 مرات وكل مرة بطريقة مختلفة.
عاقب الحارس البرازيلي نفسه بالسجن في منزله حتى مماته بعد أن حمل نفسه مسؤولية الهدف قائلا : ” أقسى عقوبة للمجرمين في البرازيل هي السجن 30 عاما وأنا أعاقب نفسي بالسجن مدى الحياة “
باتت أوروغواي أول بلد في تاريخ كأس العالم يفوز باللقب من مشاركتين بعد الغياب عن نسختي 34 و 38 كما باتت أول منتخب يسجل في جميع المباريات التي لعبها على مدار البطولة “.
الأهداف
- مجموع المباريات 22
- الأهداف المسجلة 88
- المعدل العام 4
الترتيب النهائي
- أوروغواي
- البرازيـل
- السويد
الحضور الجماهيري
- عدد الملاعب 6
- مجموع الحضور : مليون و45246
- معدل الحضور 47,432