مكاسب لبنان رغم انطفاء الحلم في جاكرتا

في مثل هذه الخسارات، يمتزج الفخر بالحسرة، والاعتزاز بأداء اللاعبين بالحزن على لقب اقترب للغاية، ولكن ما يجب أن يصل إلى مسامع رجال الأرز هو الشكر الكبير، الشكر والتقدير..

فأن تقارع المصنف الثالث على العالم (مع الأخذ بعين الاعتبار غياب عدد من أساسيي أستراليا) رأساً لرأس، وكتفاً لكتف؛ حتى النهاية؛ ثم تخسر معه بفارق نقطتين فقط، فهذا يعني أنك من كبار قارتك وعلى الطريق الصحيح، ومع بعض العمل في الشق الفني بإمكانك ملامسة اللقب الحُلم.

صحيح أن كل لبناني بات ليلته أول من أمس حالماً بكأسٍ يأتي بها العرقجي ورفاقه إلى العاصمة بيروت، ولكن الفخر الذي جلبه أفضل لاعب في البطولة مع بقية الزملاء ومدربهم الشاب جاد الحاج في قتالهم حتى آخر ثانية، كان كافياً للغاية، وفَرَض الاحترام في كل مكان.

المنتخب الأسترالي يحتفظ بلقبه بطلاً لآسيا في كرة السلة

المكاسب الـ5:

1- عاد منتخب لبنان ليلعب نهائي القارة بعد غياب 15 عاماً، إذ كانت المباراة النهائية الأخيرة التي لعبها منتخب الأرز في نسخة 2007 وخسرها بفارق 5 نقاط أمام إيران في اليابان، ثم غاب عن المشهد الأخير في 4 نسخ متتالية، حتى أنه لم يكن ضمن الـ4 الأوائل في النسخ الـ3 الماضية (قبل نسخة جاكرتا)، فقط حقّق المركز الرابع في نسخة الصين 2009 حين خسر مباراة تحديد المراكز أمام الأردن بفارق وصل إلى 14 نقطة.

حتى في النسخة الأخيرة من الكأس القارية والتي جرت في مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل، خرج أصحاب الدار من ربع النهائي واكتفوا بالمركز السادس.

2- عدا عن ذلك هذا أقل فارق نقاط يخسر فيه منتخب لبنان النهائي، بعد أن لعبه 3 مرات من قبل، وثاني أقل فارق يخسر فيه منتخب النهائي بشكل عام بعد الأردن بفارق نقطة واحدة عن الصين في نسخة 2011.

3- لابد من الإشارة أيضاً إلى أعمار لاعبي منتخب لبنان، فصحيح أن المعدل متوسط هو 27 سنة، لكن حين لا تجد سوى 3 لاعبين فقط قطعوا سن الثلاثين هم علي حيدر (32 عاماً) هايك غيوقجيان (32 عاماً) وجونثان (31 عاماً)، فإن الأمر يدعو للأمل.

وهذا ما يجعل الجماهير اللبنانية في حالة تفاؤل بكأس العالم بعد نحو عام من الآن، لأن المنتخب بات قاب قوسين أو أدنى من بلوغ العرس العالمي للمرة الرابعة بعد 2002-2006 و 2010. محققاً 3 انتصارات في 15 مباراة ضمن المشاركات المونديالية ككل.

وكان منتخب الأرز خطف صدارة المجموعة الثالثة في التصفيات الآسيوية بفوزه على الأردن 89-70 في الأول من تموز/ يوليو الحالي في بيروت، لكن لا يزال تأهّله غير رسمي حيث يخوض بدءاً من شهر آب/أغسطس المقبل غمار الدور الثاني بمواجهة الفليبين والهند.

4- قدم لبنان مدرباً وطنياً شاباً يبلغ من العمر 33 عاماً، هو جاد الحاج الذي تسلم مهامه بداية العام الحالي 2022 وكان لحكمته وهدوئه دور كبير في وصول لبنان للنهائي. هذا المدرب عدا عن إثبات نفسه كأحد المدراء المميّزين في آسيا، أثبت أن الخير قد يكون كله في فكر المدرب المحلي تماماً مثلما فعل المدرب الأردني الكوتش وسام الصوص.

هذا الأمر يعطي بشائراً ناجحة في استراتيجية تطوير المدربين المحليين الشبان ومنحهم الثقة.

5- بتتويجه أفضل لاعب في بطولة آسيا 2022، بات وائل عرقجي أول لاعب عربي يظفر بهذا التميز، وائل الذي جمع الثنائية بفوزه بجائزة أفضل مسجل في البطولة بـ130 نقطة بمعدل 26 نقطة في كل مباراة كان محط الأنظار بعد كل لقاء.

هذه الأرقام، إضافة لهدوء عرقجي وخصاله القيادية وقدرته على التحكم بريتم المباراة وسلاته الحاسمة جعلت من هذا اللاعب بطلاً مطلقاً وملهماً ليس في أعين اللبنانيين فحسب بل في الوطن العربي وعالم كرة السلة ككل.

الآن تُطوى صفحة آسيا بكل فخرهاً ويُكرم المنتخب بما جلب من سعادة لأهله والأهم هو العمل على تدارك الأخطاء وترك بصمة أخرى في المعتركات القادمة لأن سلة لبنان لها تقاليد وتحافظ عليها دائماً…

المصدر: وكالات

ذات صلة