تمديد حالة الطوارئ في اليابان بسبب كورونا

أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا الجمعة أن حالة الطوارئ في البلاد التي فرضت من جديد في نهاية نيسان/أبريل في أربع مقاطعات بينها طوكيو للحد من انتشار كورونا، سيتم تمديدها ثلاثة أسابيع حتى 31 أيار/مايو.

وبالإضافة إلى طوكيو التي يفترض أن تستضيف الألعاب الأولمبية خلال أقل من 80 يوما وثلاث مناطق أخرى هي أوساكا وكيوتو وهيوغو (غربا)، فرضت حالة الطوارئ في إدارتين أخريين هما أيتشي (وسط) وفوكوكا (جنوب غرب)، بحسب سوغا.

وقال سوغا “عدد الإصابات الجديدة مرتفع في المدن الكبرى، ولا تزال المستشفيات مكتظّة” في مقاطعات في غرب البلاد، مضيفًا لذا “قرّرت الحكومة تمديد حالة الطوارئ حتى 31 أيار/مايو” بعد أن كان الموعد الأوّلي لانتهائها الثلاثاء المقبل.

وعلى الرغم أن إجراءات الإغلاق الثالث أكثر صرامة من المرتين السابقتين في اليابان، فإنها تبقى أقل من دول أخرى في مختلف أنحاء العالم.

وتشمل القيود على وجه الخصوص تقييد الحد من نشاط بعض الأعمال التجارية، ولا سيما فرض الإغلاق المؤقت للحانات والمطاعم التي تقدّم المشروبات الكحولية، تحت طائلة غرامة مالية.

ومع ذلك، يمكن تخفيف بعض القيود وفقًا لوسائل الإعلام المحلية، مثل حظر المتفرجين في الأحداث الرياضية.

وتسجّل الإمبراطورية راهنًا زهاء 5300 إصابة يومية، فيما تسبب الوباء بوفاة حوالي 10500 شخص منذ بداية عام 2020.

وبالتالي يظل حجم الوباء محدودًا مقارنة بدول أخرى حول العالم، لكن الأزمة الصحية تستنفذ القطاع الطبي، خصوصا وأن حملة التلقيح تتقدم ببطء شديد في الأرخبيل.

عريضة لإلغاء الألعاب

تشكّل هذه الموجة الجديدة من الإصابات ضربة لأولمبياد طوكيو 2020 المؤجّل من العام الماضي والذي ينطلق في 23 تموز/يوليو المقبل.

وأصرّت الحكومة، المنظّمون المحليّون واللجنة الأولمبيّة الدوليّة مرارًا على إمكانية إقامة “ألعاب آمنة”.

وسبق أن قررت السلطات حظر حضور المتفرجين من خارج البلاد، ويمكن أن يقام الحدث الأولمبي الكبير خلف أبواب مغلقة لأول مرة في تاريخه، كما أوضحت يوم الجمعة الماضي لوكالة فرانس برس رئيسة اللجنة المنظمة سيكو هاشيموتو رغم أن القرار النهائي سيتخذ في حزيران/يونيو.

إلا أن قدوم قرابة 11 ألف رياضي ووفود من 200 بلد يُقلق العديد من اليابانيين المتخوفين من أن يتسبّب العرس العالمي بتفاقم الأزمة الصحية.

وتعارض أغلبية واضحة من اليابانيين إقامة الألعاب هذا الصيف، وتطالب إما تأجيلًا جديدًا أو إلغاءً كاملاً، وفقًا لجميع استطلاعات الرأي على مدى عدة أشهر.

وقّع أكثر من 210 آلاف شخص على عريضة على الإنترنت بعنوان “ألغوا أولمبياد طوكيو لحماية حياتنا”، أطلقها الأربعاء مرشّح سابق لمنصب حاكم طوكيو.

وقال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو، الذي حضر بروفة لسباق الماراثون في الأولمبياد في سابورو (شمال اليابان) يوم الجمعة، إنه كان على دراية بـ “الأوقات الصعبة” التي تواجهها البلاد.

وصرّح أمام الإعلام ” تعتبر سلامة الرياضيين مهمة جدًا بالنسبة لنا، ولكن أيضًا سلامة المجتمع المحلي”.

فيما قالت هاشيموتو الجمعة إن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ سيكون “مرحبًا به” إذا جاء إلى طوكيو في أيار/مايو، إلا أنها تعتقد أنه سيكون “من الصعب” تنظيم مثل هذه الزيارة بسبب تمديد حالة الطوارئ.

انسحاب أكبر معمّرة من مسيرة الشعلة

وانسحبت أكبر معمّرة في العالم، وهي سيدة يابانية تبلغ من العمر 118 عامًا، من مسار تتابع الشعلة الأولمبية بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.

كانت كاني تاناكا من فوكوكا تخطط للجلوس على كرسي متحرك لحمل الشعلة، عندما تمر في المدينة الثلاثاء المقبل.

إلا أن عائلتها قالت في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الجمعة إن تاناكا لن تشارك في تتابع الشعلة لأنه “لم تتم السيطرة على تفشي الفيروس”.

وقالت عائلة تاناكا المولودة في 2 كانون الثاني/يناير 1903 إن “دار الرعاية الذي تعيش فيها كاني منعت الزيارات للحد من تفشي الجراثيم وضمنت حتى الآن سلامة قاطنيها”.

وأردفت “في ضوء الوضع الحالي، إنه أمر مؤسف حقًا، ولكننا قرّرنا سحب مشاركة كاني تاناكا من تتابع الشعلة”، مضيفة أن العائلة كانت تتطلع إلى الفرصة “الثمينة والنادرة” وأرادت أن تشكّل تاناكا إلهامًا للجمهور ومؤكدة على أنها بصحة جيدة.

وسبق أن ألغيت مسيرة الشعلة الأولمبية من الطرق العامة في مدن عدة تحاشيًا لاكتظاظ الجماهير، في حين أعرب حاكم فوكوكا عن رغبته بسحبها من الطرق العامة في مدينته أيضًا.

وفي محاولة لتهدئة شكوك الشعب الياباني، عزّزت اللجنة المنظمة طوكيو 2020 أيضًا الأسبوع الماضي إجراءات مكافحة الفيروسات المفروضة على الوفود الأولمبية ووسائل الإعلام.

كما أعلن مختبرا فايزر وبيونتيك الخميس عن إبرام مذكرة تفاهم مع اللجنة الأولمبية الدولية لتوفير لقاحات ضد فيروس “كوفيد-19” للرياضيين والوفود من جميع الدول المشاركة.

المصدر: وكالات

ذات صلة