كيف بنى كونتي فريقاً بطلاً وأكسبه ثقافة الفوز
أكّد المدرب أنتونيو كونتي الأغلى أجراً في إنتر الإيطالي، بأن مالكي النادي لم يخطئوا عندما وضعوا ثقتهم به من خلال قيادته الفريق إلى إحراز لقب الدوري في موسمه الثاني، واضعاً حداً لسيطرة فريقه السابق يوفنتوس على مدى تسعة مواسم.
زرع كونتي الذي يُعرف عنه صرامته في التعامل مع اللاعبين، ثقافة الفوز والتميّز وحثهم على بذل المجهودات من أجل تحقيق الانتصارات، وهي ثقافة نسيها لاعبو إنتر على مدى العقد الاخير.
ولخَّص هداف الفريق البلجيكي روميلو لوكاكو هذه الثقافة بقوله “التدريب هي منطقة حربية، المدرّب لا يحبذ اطلاقاً أن نتراخى”.
وأكد كونتي (51 عاما) في حديث لصحيفة “غازيتا ديللو سبورت” في خريف العام الماضي “أدرك جيداً بأنه إذا كانت الأمور لا تسير جيداً حول الفريق، فان ذلك يرتد سلباً على أرضية الملعب”.
وأضاف “الجميع يتكلّم عن الفوز كما لو أنه في متناول اليد. أما أنا، فأتكلم عن عقلية فائزة والتحضير لتحقيقها”.
عقلية الفوز هذه تعلّمها في صفوف يوفنتوس، أوّلا كلاعب من 1991 حتى عام 2004، ثم عندما أشرف على تدريب فريق السيدة العجوز من 2011 حتى عام 2014. هذه الروح جعلت أنصار الفريق اللومباردي يتهيبون منه في بادىء الأمر.
كان الموسم الأول بمثابة الآمال لأن إنتر احتل المركز الثاني وراء يوفنتوس وبلغ نهائي الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) ليخسر بصعوبة أمام إشبيلية الإسباني 2-3. أما الموسم الثاني، فشهد تتويج إنتر باللقب التاسع عشر في تاريخه في “سيري أ”.
وكان كونتي الذي لا يهدأ على جنبات الملعب عندما يتابع فريقه يلعب، هدّد بترك النادي الصيف الماضي لتباين في وجهات النظر بينه وبين المسؤولين عن النادي.
بنى كونتي فريقاً على شاكلته، أصبح على مرّ المباريات كتلة متماسكة تملك ثقافة الفوز. لقد نجح كونتي على مدى موسمين في بناء فريق من جديد من خلال الاعتماد على هدافيه لوكاكو والارجنتيني لاوتارو مارتينيس، كما نجح في استخراج الأفضل من صانع الألعاب الدنماركي كريستيان اريكسن الذي لم يكن راضياً على التعاقد معه، ومن الجناح الكرواتي إيفان بيريشيتش.
وقال كونتي الذي أحرز السكوديتو للمرة الرابعة في مسيرته بعد ثلاثية مع يوفنتوس والخامس في مسيرته بعد لقب الدوري الانكليزي الممتاز في صفوف تشيلسي “أعتقد بأنه حصل أمر ما مع اللاعبين. يعرفون تماماً بأنني لا اتطلع الى الأسماء الرنانة، كل ما يهمني هو مصلحة إنتر، وقد بنينا احتراماً متبادلاً كبيراً بيننا”.
نجح كونتي في تخطي الآثار السلبية لخروج فريقه المبكر من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، بالاضافة إلى المشاكل المالية التي واجهتها شركة “سونينغ” الصينية مالكة النادي وتأخرها في دفع أجور اللاعبين الشهرية في ظلّ شائعات عن إمكانيات بيع النادي.
ومع إحرازه لقب الدوري المحلي، أثبت بأنه فعلاً النجم الأبرز في صفوف النادي، وأكد خيار المالكين بمنحه أجراً هو الأعلى بين مدربي الدرجة الأولى في إيطاليا، حيث قدرت الصحف المحلية ذلك بما بين 11 و12 مليون يورو سنويا.
يتبقى أمام كونتي عام في عقده، لكنه ألمح بأنه يريد ضمانات حول نوايا النادي وقدراته قبل أن يخوض غمار تجربة الموسم المقبل.
المصدر: وكالات