هل يستعدّ فريق مرسيدس لحقبة ما بعد هاميلتون؟

بعد أن قاد لويس هاميلتون فريقه مرسيدس للفوز بلقب الصانعين للموسم السابع توالياً، قد يبدأ النمساوي توتو وولف، مدير الفريق الألماني ومهندس السيطرة المطلقة للأخير على منافسات بطولة العالم للفورمولا واحد، رحلة البحث عن خليفة.

وكان وولف واضحاً مساء الأحد، بعدما حسم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون فوزه الـ93 في مسيرته الاحترافية واللقب القياسي السابع توالياً لفريقه في بطولة الصانعين، في ردّه على ما ألمح اليه الأخير بإمكانية الاعتزال.

وقال وولف “أعتقد أننا (وهاميلتون) نسير معاً بطريقة ما. لدينا التكافل، ومن الواضح أنه ضروري حسم أين سيكون قلبانا وعقليتانا في العام المقبل”.

وأضاف “لكنني قلت إن هذا هو فريقي. أنا فخور للغاية مع مرسيدس، ولن أذهب إلى أيّ مكان. قد يتغيّر دوري، وهذا شيء سألني هو عنه، وأعتقد أنه لا يوجد شيء مضمون مطلقاً”.

وتابع وولف “نريد أن نكمل هذه الرحلة. لم ننته بعد. لويس وأنا وكلّ الفريق، لم ننته بعد”.

وبعد السباق الذي فاز به هاميلتون أمام زميله الفنلندي فالتيري بوتاس، الثاني بترتيب السائقين بفارق 85 نقطة، قال البريطاني إنه “لا ضمانة” في أن يتواجد بمنافسات فورمولا واحد العام المقبل.

البحث عن خليفة لهاميلتون

ورداً على سؤال حيال رغبة وولف في وضع خطة طويلة الأمد لخليفته استعداداً لخروجه، قال هاميلتون “لا أعرف حتى ما إذا سأكون هنا العام المقبل، لذا فإن هذا لا يشغلني حقاً في اللحظة. أنا مدرك تماماً لمكانته، ونتشارك أشياء كثيرة ونحمل الكثير من الأثقال معاً على ما أعتقد”.

وتابع “أنا متواجد هنا منذ فترة طويلة جداً. يمكنني بالتأكيد أني أفهم الرغبة في التراجع قليلاً وإعطاء المزيد من الوقت للعائلة وتلك الأشياء”.

اللحظة المناسبة

اعتبر وولف أن تعليقات هاميلتون جاءت “في خضمّ اللحظة”، ومضى يشرح سبب تأخّر الرجلين في توقيع عقد جديد مع الفريق للموسم المقبل وما بعده.

وقال وولف “أنا ومرسيدس واضحان تماماً. الأمر يتعلق فقط بوضع القلم على الورقة في اللحظة المناسبة”.

وأضاف “كان تركيزي منصباً على الفوز بهذه البطولات، وشعرت دائماً أنه ليس من الصواب قضاء أيام مع المحامين وأفراد عمليات الاندماج والاستحواذ عندما أركز بشدة على ما يحدث على الحلبة”.

وأكّد النمساوي “أعتقد أن هذا هو المكان الذي أتشابه فيه كثيراً مع لويس. لم أشعر بحلول الوقت المناسب للجلوس قبل إنهاء تلك البطولات. ستكون هناك لحظة الآن، عندما يتم تحديد بطولة السائقين، لنجلس. وبعد ذلك لدينا بضعة أشهر قبل انطلاق السباق الأول (للموسم المقبل) في أستراليا”.

ومن المرجّح أن يحسم هاميلتون معادلته للرقم القياسي بسبعة ألقاب، خلال جائزة تركيا الكبرى في وقت لاحق من الشهر الحالي، قبل أن يحول انتباهه إلى عقد جديد محتمل.

ومن المتوقّع أن يزيد هذا اللقب التاريخي، الذي يضاف إلى إنجازاته القياسية الأخرى، من قيمته التجاريّة والمهنيّة في الوقت الذي يدرس فيه مرسيدس وفورمولا واحد خططاً موسعة جادة للقطع من رواتب السائقين.

وقد يعتقد المتشائمون أن تعليقاته الضبابيّة الأحد جزء من إستراتيجية للتعامل مع أي مفاوضات مقبلة مع الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” والفرق، منها مرسيدس، التي قد تتأثر برحيله.

وفي حال اتّخذ هاميلتون قراره بالرحيل، فسيؤدي ذلك إلى إحداث فوضى في سوق السائقين، وهو احتمال لم يأخذه مرسيدس على محمل الجد، وبالتالي ترك فجوة كبيرة باعتباره النجم العالمي الوحيد للرياضة، خصوصاً بانعدام وجود أبطال عالم آخرين يسعون إلى تحطيم أرقام قياسية.

المصدر: وكالات

ذات صلة