العدوان على غزة

ادعم أوكرانيا تصبح بطلاً وتضامن مع غزة تُدان!

تسابق الرياضيّون العالميون ونجوم الصف الأول والفرق الكبيرة بأوروبا والعالم للتعبي عن دعمهم لأوكرانيا ضد روسيا، في حين أن الصمت القاتل ساد الوسط الرياضي مع بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد العملية البطولة ” طوفان الأقصى”. قلة قليلة من الرياضيين وقفت مع الحق ودعمت القضية الفلسطينية!

مع اندلاع الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، أوقف الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية ومنظمات رياضية أخرى منتخبات روسيا من كل المسابقات والنشاطات الرياضية، وأوقفت” الفورمولا 1″ جميع سباقاتها في روسيا.

ظهرت الأعلام الزرقاء والصفراء في كل مكان في الدوري الإنكليزي الممتاز، وضع اللاعبون شارات علم أوكرانيا على زنودهم، وقفوا دقيقة صمت قبيل انطلاق المباريات، لم يعترض أحد، بل على العكس، لاقوا تأييداً.

في المقابل، لم تكن هناك لحظات تضامن تجاه شهداء فلسطين قبيل انطلاق مباريات أيّ من الدوريات الأوروبية. لا دقيقة صمتٍ في الملاعب، ولا منشورات اتحادية رسمية عبر وسائل التواصل الإجتماعي وكأن ما يحصل هناك من مجازر لا يستحق الإدانة.

التضامن مع أوكرانيا عومل على أنه فرض أساسي وإنساني في الساحة الرياضية، لكنه “تحريض على الكراهية أو العنف” إذا ما تم التضامن مع القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يحرّك ساكناً تجاه الانتهاكات الرياضية – الإنسانية التي تتعرض لها غزة، من قتل رياضيين وقصف ملاعب، مع غض النظر عن مواقف الاتحادات الأوروبية بمعاقبة كل من أبدى التعاطف والدعم مع فلسطين بالحظر والغرامات…

عندما قام بعض نجوم كرة القدم والرياضة بشكل عام بإعلان دعمهم لغزة، أثار الأمر غضب بعض الاتحادات الدولية والأندية الأوروبية التي قامت بدورها بتحذير اللاعبين من إبداء آرائهم بشأن القضية الفلسطينية، ووصل الأمر عند بعض الأندية بفسخ التعاقد مع بعض اللاعبين.

نصير مزراوي، يوسف عطال، أنور الغازي، وأحمد حسن كوكا، وكريم بنزيما، وعبد الرحمن سامح، السباح المصري، وغيرهم بالتأكيد.. اتّخذوا موقفا داعما لفلسطين، فاتهموا بـ”مساندة الإرهاب ومعاداة السامية”.

 

اللاعب المصري علي فرج، عقب تتويجه ببطولة أوبتاسيا للاسكواش في لندن عام 2022 ، قال “لم يكن مسموحاً لنا من قبل خلط السياسة مع الرياضة، ولكن فجأة الآن أصبح مسموحاً. لعلّ الناس ينظرون إلى الاضطهاد الذي يحدث في كل مكان في العالم”.

وتابع “الشعب الفلسطيني يعاني منذ 74 عاماً (…). طالما نستطيع الحديث الآن عن الأوكرانيين، يمكننا بالتالي الحديث عن الفلسطينيين أيضاً”.

 

لا يستطيع أي لاعب كرة قدم أو رياضي أن ينفصل عن إنسانيّته، ولا يصحّ أن يتعرّض أي لاعب للعقوبة بسبب موقفه من قضيّة إنسانية، خاصة وأنّه يرى تسييساً للرياضة في مواقف أخرى يتبنّاها الغرب الذي هو بنفسه يطالب بفصل السياسة عن الرياضة!

إن الخلط الحقيقي بين الرياضة والسياسة، ليس هو التضامن مع القضايا الإنسانية مثل القضية الفلسطينية وغيرها، إنما عندما يكون مسموحا أن تتعاطف مع شعب دون شعب آخر.. وأن تفرض قيودا على أندية ومنتخبات بسبب قرارات حكوماتها السياسية، بل وأكثر، أن تعترف بالكيان الصهيوني الغاصب الذي يحتلّ أرضا ويرتكب المجازر اليومية بحق الأطفال!

المصدر: موقع المنار الرياضي

ذات صلة