ديبورتيفو بالستينو.. حكاية فلسطين بنكهة لاتينية

“أكثر من كونه فريق، بل شعب بأكمله”.. تلك العبارة الموجودة على ظهر قمصان فريق “ديبورتيفو بالستينو” الناشط في الدوري التشيلي لكرة القدم، الداعم والمساند الأوّل للقضية الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي، كيف لا وعمره يفوق تاريخ ما يسمّى بـ “إسرائيل”.

في العاصمة التشيلية سانتياغو، يرفرف علم فلسطين عالياً. أكبر تجمع فلسطيني خارج الشرق الأوسط حيث يقدّر بنحو نصف مليون شخص من أصول فلسطينيّة بحسب صحيفة الغارديان.

مهاجرون أتقنوا صناعة النسيج. حافظوا على أفكارهم وهويتهم وثقافتهم رغم البعد الجغرافي. حمل النادي اسم فلسطين وقضية شعب يكافح يومياً من أجل استعادة أرض سلبت منهم بالقوّة. شعب يعاني من محتلّ اغتصب أرضه ويرتكب بحقّه المجازر.

ورغم أن هناك عددًا كبيرًا من الأندية واللاعبين الأجانب الذين يدعمون بقوّة القضية الفلسطينية، إلا أن دعم نادي بالستينو دائما ما يكون مختلفاً.

فالنادي الذي تأسس عام 1920، يسعى لتعريف العالم بالتراث الفلسطيني وتنظيم حملات للإضاءة على القضية الفلسطينية. وقد ظهرت الكوفية مرات عدة أثناء دخول اللاعبين إلى أرض الملعب.

أكثر من ذلك، أعلن النادي تبرعه لصالح شهداء فلسطين، ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف غزة مؤخرا، والذي راح ضحيته الآلاف من أبناء فلسطين شهداء.

وفي لفتة مميّزة غير مسبوقة، جمع النادي لاعبيه وألقى عليهم محاضرة لتعريفهم بتاريخ القضية ونضالاتها. ونشر النادي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “X” تويتر سابقًا عددًا من صور المحاضرة، وعلّق عليها: “ألقينا محاضرة عن تاريخ الشعب الفلسطيني والأزمة الإنسانية التي تعيشها بالفعل السكان في قطاع غزة، نرفع هذا القميص بمسؤولية كبيرة وذلك بسبب حزننا الذي نعيشه حاليًا”.

أما رابطة النادي، فقد سبق وأطلقت العديد من التيفوهات المناصرة للقضية الفلسطينية، أبرزها رفع أكبر علم فلسطيني في مدرّجاته في إحدى مباريات الفريق. إلى جانب الصيحات والأناشيد الداعمة لفلسطين والمندّدة بالاحتلال الصهيوني والعدوان على غزة .

ومن مواقف النادي المميّزة يبرز افتتاح أكاديمية كرة القدم لتدريب الأطفال في قطاع غزة عام 2021 كثاني فروع النادي التشيلي في فلسطين بعد أكاديميته الأولى ضمن مدينة رام الله.

 

فاز مرتين بدوري الدرجة الأولى أعوام 1952 و1972، ثم فاز بالعديد من الإنجازات يأتي في مقدمتها الفوز بلقب كأس الدوري مرة أخرى عام 1978، وكأس تشيلي ثلاث مرات عام 1975 و1977 و2018، واحتل المركز الثاني في الدوري أربع مرات عام 1953، 1974، 1986، 2008.

 

على الرغم من النجاحات التي حقّقها النادي وامتلاكه لقاعدة شعبية كبيرة في تشيلي، إلا أن تمسّك النادي بأصوله وهويّته ومساندة القضيّة الفلسطينية عرّضه للعديد المشاكل والمضايقات في الداخل والخارج.

ففي عام 2014، غُرّم النادي بما يعادل 1300 دولار لاستخدامه قمصاناً يبدو فيها الرقم واحد على شكل خريطة فلسطين، مع منع اللاعبين من ارتدائها بعد شكوى من الجالية اليهودية في تشيلي.

ومع مرور الوقت، لم يتنازل نادي بالستينو عن خارطة فلسطين، فتم وضعها على القميص بطريقة أخرى، وما لبث أن بات مسجد قبة الصخرة حاضرا على قميص اللاعبين من الأمام عند الصدر، وذلك في رسالة للعالم بأسره، أن فلسطين في قلب نادي بالستينو!

سيبقى بالستينو صوتاً للقضية الفلسطينية ليس في تشيلي وحدها بل في أميركا الجنوبية والعالم، بل أكثر من ذلك، هو نادي الوطن في الغربة. هو حكاية فلسطين بنكهة لاتينية.

المصدر: موقع المنار الرياضي

ذات صلة