مونديال قطر 2022 .. كأس حراس المرمى

دخلت كأس العالم – قطر 2022 أسبوعها الأخير، فيه ستقام مباريات الدور نصف النهائي والمباراة الختامية يوم الأحد 18-12-2022. على أجمل ملاعب كاس العالم استاد لوسيل. حافظت فرنسا بطلة 2018 وكرواتيا وصيفتها على مكانهما في المربع الذهبي، في حين واصلت المغرب كتابة التاريخ لتكون حاضرة بين الأربعة الكبار، في وقت عادت الأرجنتين اليه بعد غياب منذ 2014 عندما وصلت الى النهائي وخسرته أمام ألمانيا 0-1.

 

60 مباراة لعبت حتى الآن كعادتها لم تخيب كأس العالم بنسخته الـ 22 آمال متابعيها، مقدمة دليلا إضافيا عن سبب تعلق الجميع بها ومشاهدتها، لما تقدمه من إثارة وتبثه من حماس، ليس صدفة أن يسألك الصغير والكبير من سيلعب اليوم في كأس العالم، وليس غريبا أن تجد طفلا او كهلا يناقشك بأدق التفاصيل ببساطة لأنه كأس العالم.

 

لم تخرج البطولة بنكتها العربية عن المألوف بل تجاوزته في بعض المحطات لاسيما في ربع النهائي. حُبست الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة التي أبكت شعوبا وأفرحت أخرى، وأقصت وجوها طالما حلمت بأن تختتم مسيرتها الكروية برفع الكأس الذهبية وفي مقدمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار والإنكليزي هاري كاين.

ثلاثي كبير خارج كأس العالم

 

مونديال حراس المرمى

دخلت البرازيل اللقاء كمرشح فوق العادة لتخطي عقبة كرواتيا وصيفة نسخة 2018، كوكبة من النجوم في مقدمهم نيمار واجهت منتخبا فائق التنظيم دفاعيا وقوي بدنيا أرهق رجال المدرب تشيتشي. لعبت كرواتيا بأسلوب عطلت في مفاتيح المنافس ونقاط قوته، وضع المدرب زلاتكو داليتش سيناريو المباراة وطبقه بحذافيره في ظل عجز برازيلي عن فرض الإيقاع السريع الذي يحبه اللاعبون. بعد التعادل الإيجابي 1-1 كان اللجوء لركلات الترجيح وفيها تواصل تألق الحارس دومينيك ليفاكوفيتش  بالتصدي لكل المحاولات البرازيلية، وأبدع زملاؤه في التسديد فكان السيناريو الأكثر قساوة بإقصاءٍ لواحد من أبرز المرشحين لإعتلاء منصة التتويج وهو البرازيل.

 

كرواتيا ملكة الأشواط الإضافية وركلات الترجيح بعد أن كررت سيناريو 2018 الذي أوصلها الى النهائي

 

عقبة وحيده تفصل كرواتيا عن النهائي الثاني تواليا، إنه ليونيل ميسي ومنتخب الأرجنتين الذي عاش وجماهيريه كابوس البرازيليين، فبعد ساعات من مشهد إقصاء الغريم التقليدي بركلات الترجيح كاد المشهد أن يتكرر بعد التعادل 2-2 مع هولندا في الوقتين الإصلي والإضافي رغم الأداء الأرجنتيني المميز في المباراة والذي أعتبره كثير من المحللون أنه الأفضل منذ بدء البطولة لكن في كرة القدم هناك تفاصيل أخرى تحسم نتائج المباريات.

مجددا تدخل حراس المرمى لحسم الأمور، بعد تألق ليفاكوفيتش أتى الدور على (مارتينيز) فتصدى لأول ركلتين لهولندا مانحا رفاقه ومن خلفهم الملايين بارقة أمل بأن الأرجنتين لا تسير على خطى غريمتها البرازيل، بالفعل إبتسمت ركلات الترجيح لرجال المدرب سكالوني (4-3) وفشلت الطواحين مرة أخرى لتبقى بلا أي لقب عالمي.

 

على المقلب الآخر، منتخب أسر قلوب العرب والمسلمين ووحدهم، تجمعات كبيرة في مختلف الدول العربية تابعت منتخب المغرب الذي كان يسطر الإنجاز تلو الآخر بدءأ من تصدر مجموعته في الدور الأول، أعتقد الجميع بأن مشوار ” أسوط الأطلس” سيتوقف عند الدور الثاني لكن الروح القتالية والتنظيم الدفاعي الرائع للمنتخب الذي لم يسجل في مرماه أي هدف من منافسيه، فالهدف الوحيد الذي هز شباك الحارس ياسين بونو كان بنيران صديقة.

واجهت المغرب منتخبات الصف الأول وتفوقت عليها، بداية ببلجيكا مرورا بكرواتيا، ثم التفوق على إسبانيا بطلة عام 2010 بركلات الترجيح في ليلة تألق للحارس ياسين بونو بصد ثلاث ركلات ترجيح صعدت ببلاده لأول مرة الى ربع النهائي المسابقة ليواصل حارس إشبيليه الإسباني التألق والإبداع وهذه المرة أمام البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو رغم تواجد الأخير على دكة البدلاء، وبقيادة  المدرب وليد الركراكي تواصلت الأفراح المغربية على الأراضي القطرية، برأسية تاريخيه قفز لها يوسف النصيري على طريقة رونالدو لنحو مترين و78 سنتم واضعا الكرة داخل الشباك ليصعد ببلاده الى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.

 

سادت الأجواء الأسرية معسكر المنتخب المغربي والإحتفال مع العائلة عند كل إنتصار

 

 

موقعة أخيرة تقف بين المغرب والنهائي الحلم، إنها فرنسا حاملة اللقب التي تواصل مشوارها بثبات نحو النهائي الثاني تواليا رغم التعثر امام تونس إلا أن “الديوك” تلعب بأسلوب يعرفه الجميع مع ذلك لا يجدون الحلول للتعامل معه، وهو الدفاع المحكم والتحول السريع من الدفاع الى الهجوم بقيادة كليان مبابي.

تصدرت فرنسا مجموتها ولم تعاني في تجاوز منافسيها بإستثناء المباراة الأخيرة امام إنكلترا التي تفوقت فيها خبر الفرنسيين بقيادة ديمشامب على غاريث ساوثغيت. فرنسا بطلة العالم مرتين هي الأخرى تعتمد على حارس من الطراز العالمي هو هوغو لوريس الذي تألق بشكل كبير في المباراة الأخيرة وفي الكثير من المناسبات ليساهم في بلوغ بلاده المربع الذهبي، لتؤكد المنتخبات الأربع المتأهلة بأن حراس المرمى كان لهم دور كبير في بطولة المفاجآت.

تألق لحراس المرمى في كأس العالم

 

المشهد الختامي بات قريبا، فهل نشهد في نهاية المطاف تكرارا لنهائي 2018 بين فرنسا وكرواتيا ؟ هل تواصل المغرب حلم العرب وتبلغ النهائي لأول مرة ؟ هل يعود ميسي الى الأرجنتين حاملا كأس العالم ؟ أم يختتم مودريتش مسيرته الدولية بأفضل طريقة يتمناها لاعب كرة القدم ؟

الإجابة في 18-12-2022 على أستاد لوسيل.

المصدر: قناة المنار

ذات صلة