قصة كأس .. إيطاليا تستضيف المونديال في عهد الفاشية 2/21

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و سجل الأبطال للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

رغم نجاح أولى بطولات كأس العالم، طغى المناخ السياسي المتوتّر على النسخة الثانية التي إستضافتها إيطاليا عام 1934 في ظلّ سطوة النظام الفاشي بقيادة بينيتو موسيليني، وسط اتهام بالتدخّل السياسي لإهداء اللقب للبلد المضيف.

16 منتخبا شاركوا في النسخة الثانية التي إقيمت بين 27 أيار – مايو و 10 يونيو، خاضت 32 دولة التصفيات بينها إيطاليا الدولة المضيفة، بغياب حاملة اللقب أوروغواي التي قررت المقاطعة على غرار موقف الدول الأوروبية من  البطولة الأولى التي استضافتها مونتيفيديو. كذلك غابت منتخبات إنكلترا، اسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية التي قرّرت عدم المشاركة لرفضها الإنضمام إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم – الفيفا .

حضر العرب في النسخة الثانية، كان على مصر أن تلعب في مجموعة تضم تركيا وفلسطين ليترشح واحد كممثل لقارتي آسيا وأفريقيا؛ تركيا انسحبت وتأهلت مصر على حساب فلسطين لأول مونديال في تاريخ القارتين تحت قيادة المدرب الأسكتلندي جيمس ماكراي لتكون أول منتخب أفريقي وعربي بالمونديال، ولعبت مباراتها مع المجر فخسرت 2–4 سجل الهدفين عبد الرحمن فوزي.

كان إيل دوتشي الذي أسس دوري كرة القدم يغتنم الفرصة لنشر بعض الدعاية السياسية، ووفقا لبعض التقارير فقد كان له بعض التأثير على نتائج المباريات. فقبل يوم واحد من مباراة إيطاليا ضد النمسا في نصف نهائي، أقام عشاء مع الحكم السويدي إيفان إكليند وأنتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض 1-صفر.

نظام البطولة

خروج المغلوب هي الصيغة التي أعتمدت في النسخة الإيطالية بعد نظام المجموعات الذي تم تطبيقه في البطولة الأولى، في حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل يتم اللجوء إلى وقت إضافي من 30 دقيقة. إذا بقي التعادل سائدا تعاد المباراة في اليوم التالي. ووفق هذه الأنظمة جرت البطولة في ثماني مدن وعلى ثمانية ملاعب.

بالفعل تمت إعادة أول مباراة في تاريخ البطولة في الدور الربع النهائي بعد أن تعادل المنتخبان الإيطالي والإسباني  1-1 بعد تمديد الوقت. مباراة أقيمت في جوّ عدائيّ أدى العنف فيها إلى إصابة الحارس الإسباني ( ريكاردو زامورا) وغيابه عن المباراة المعادة. استطاع منتخب إيطاليا حسم الأمور بهدف دون مقابل، في لقاء كانت الغالب عليه اللعب البدني العنيف من الطليان ما أدى لإصابة 3 لاعبين أسبان وخروجهم من الملعب. أما النصف النهائي الآخر فكان أقل حدة ولم تواجه تشيكوسلوفاكيا صعوبة في عبور منتخب المانيا بنتيجة 3-1 لتتأهل الى المباراة النهائية.

المباراة النهائــية

إحتضنت العاصمة روما المباراة الختامية على ملعب ناسيونالي PNF الذي تبلغ سعته 47,300 متفرج. الملعب ارتبط اسمه بالفاشية، PNF  اختصارا لـ Partito Nazionale Fascista. تقدّمت تشيكوسلوفاكيا بالنتيجة، لكن منتخب إيطاليا تمكن من قلب الأمور بتسجيل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، ثم أضاف الهدف الثاني في الوقت الإضافي ليتوّج أصحاب الأرض باللقب العالمي لأول.

 

تمكنت أوروبا من إنتزاع اللقب العالمي من أميركا اللاتينية وكانت بداية الصراع بين القارتين على زعامة العالم كرويا

تم تسجيل 70 هدفا في 17 مباراة فقط، بمعدّل 4.11 هدف في المباراة الواحدة. وتم طرد لاعب واحد خلال البطولة. توّج لاعب منتخب تشيكوسلوفاكيا اولدريتش نييبدلي بلقب هداف كاس العالم، والذي تمكّن من إحراز خمسة أهداف في هذه البطولة .