لقب الدوري الأوروبي بين خبرة إيمري وطموح يونايتد
نهائي مرتقب في بطولة الدوري الأوروبي بين مانشستر يونايتد الإنكليزي الباحث عن أول لقب له تحت قيادة مدربه النرويجي أولي غونار سولشار وفياريال الإسباني الذي يقوده المدرب الخبير في البطولة أوناي إيمري.
تصطدم آمال مانشستر يونايتد الإنكليزي بلقب أول على الإطلاق منذ 2017 بالمدرب المتخصّص بمسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” أوناي إيمري، وذلك حين يتواجه “الشياطين الحمر” مع فياريال الإسباني الأربعاء في النهائي المقرر في دانسك البولندية أمام عدد محدود من المشجعين.
وتخطى يونايتد صدمة الخروج من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا بوصوله إلى ربع نهائي المسابقة القارية الثانية من حيث الأهمية، متخلصاً في طريقه من عقبتين صعبتين للغاية هما ريال سوسييداد الإسباني وميلان الإيطالي، ثم تخطى في ربع النهائي فريقاً إسبانياً آخر هو غرناطة قبل أن يبلغ النهائي القاري الرابع عشر في تاريخه بفوزه في نصف النهائي على روما الإيطالي.
ويمني “الشياطين الحمر” الذي ضمنوا عودتهم الموسم المقبل الى دوري الأبطال من خلال مركزهم الثاني في الدوري الممتاز، النفس بالذهاب حتى النهاية من أجل إحراز لقبهم الأول منذ 2017 حين توجوا أبطالاً لمسابقة “يوروبا ليغ” بالذات.
لكن الفريق الإنكليزي يصطدم الأربعاء بخبرة المدرب إيمري الذي قاد فياريال الى النهائي الكبير الأول في تاريخه بعدما تخلص في نصف النهائي من فريقه السابق أرسنال اللندني، إذ يعتبر أكثر المدربين نجاحاً في المسابقة بعدما قاد إشبيلية الى إحراز لقبها ثلاث مواسم متتالية بين 2014 و2016.
كما وصل مع أرسنال الى المباراة النهائية عام 2018 قبل أن يخسر أمام الجار اللندني تشيلسي.
ويخوض إيمري النهائي الأوروبي الخامس له، ووحدهما السير الأسكتلندي أليكس فيرغوسون والمدرب الإيطالي جوفاني تراباتوني قادا فرقهما إلى عدد أكبر من النهائيات الأوروبية.
مفتاح المشاركة في دوري الأبطال
وفرض ابن الـ49 عاماً نفسه المدرب الأكثر تخصّصاً بمسابقة “يوروبا ليغ”، محققاً سجلاً ملفتاً جداً في الأدوار الإقصائية حيث فاز بـ29 من أصل 32 مواجهة خلال مسيرة تناوب خلالها على قيادة أربعة فرق في المسابقة.
وقيادة فياريال الأربعاء إلى لقبه القاري الأول على الإطلاق، سيكون مفتاح فياريال للمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل بعدما أنهى الدوري الإسباني في المركز السابع الذي يخوله المشاركة في المسابقة القارية الجديدة “يوروبا كونفرنس ليغ” اعتباراً من الدور الفاصل.
وحذر مدافع “الغواصة الصفراء” ألفونسو بدراسا بحسب ما نقل عنه موقع النادي، أنه “في المباراة النهائية، لا تعرف أبداً ما يمكن أن يحدث. هم المرشحون، لكننا خرجنا منتصرين أمام فرق كبيرة. نطلب من مشجعينا الوقوف وراءنا، لأننا سنعطي 100 بالمئة لمحاولة الفوز باللقب”.
وأكد “سنكون مخلصين لأفكارنا التي أوصلتنا الى النهائي… لقد قدمنا أداءً جيداً حتى الآن في هذه البطولة ولم نخسر أي مباراة ونريد الاستمرار على هذا المنوال. نعلم أن المباراة نهائية، وأننا سنحظى بفرصنا ونحتاج إلى الاستفادة القصوى منها”.
سولشار يبحث عن لقبه الأول مع يونايتد
وبعدما أنهى عقدته مع الدور نصف النهائي الذي انتهى فيه مشواره أربع مرات سابقة في جميع المسابقات منذ توليه الإشراف على يونايتد، يأمل المدرب النرويجي أولي غونار سولشار أن ينجح أخيراً في إحراز لقبه الأول كمدرب لفريقه السابق.
وتوقف مشوار “الشياطين الحمر” عند دور الأربعة مرتين في مسابقة كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، ومرة في كل من “يوروبا ليغ” وكأس إنكلترا.
ويبحث يونايتد الذي تواجه أربع مرات مع فياريال في دور المجموعات لدوري الأبطال حيث انتهت جميعها بالتعادل السلبي (موسما 2005-2006 و2008-2009)، عن تتويجه الأول منذ عام 2017 حين أحرز لقب “يوروبا ليغ” بالذات.
وأقر سولشاير عشية اللقاء المرتقب في بولندا أنه “دائماً ما تواجه ضغط الفوز بالألقاب في مانشستر يونايتد. ما حققناه في الدوري (المحلي) يظهر تقدماً. الخطوة التالية هي الفوز بالألقاب وإحراز الدوري الممتاز أيضاَ”.
وتابع “الفوز بكأس بإمكانه أن يمنحك الثقة لكنه يجعلك متعطشاً للمزيد. عندما تفوز بأشياء فكل ما تريده هو الفوز بالمزيد، تريد أن تخالجك المشاعر رفع الكؤوس مجدداً”.
وأردف “أعلم بأن لاعبي فريقي يؤمنون بأنهم قادرون على الفوز بها (يوروبا ليغ) والانتقال الى أشياء أفضل، لكن عندما تتذوق (اللقب) الأول، فهذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح”.
ولا تزال الشكوك تحوم حول جاهزية قلب الدفاع القائد هاري ماغواير والمهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال اللذين غابا عن مباريات يونايتد الأخيرة في الدوري الممتاز بداعي الإصابة.
وأفاد سولشاير بأنه سيمنح الوقت الكافي للمدافع الإنكليزي ولن يخاطر بالدفع به دون التأكد من جاهزيته الكاملة للعب.
أما مارسيال فلم يشارك في أية مباراة منذ شهرين، حيث يعاني من إصابة في الركبة، ويأمل المدرب النروجي أن يتمكّن من اللحاق بمباراة الأربعاء.
شعور اللعب أمام المشجعين
وعلى الجانب الآخر، يتمنى إيمري لحاق الجناح النيجيري صامويل تشوكويزي والمدافع الأرجنتيني خوان فويس بالمباراة.
وستكون مدرّجات ملعب “بي جي إي أرينا دانسك” ممتلئة بنسبة 25 بالمئة من قدرة استيعابها (قرابة 9500 متفرج)، ما دفع مهاجم يونايتد الأوروغوياني إدينسون كافاني الى التعبير عن حماسة اللعب أمام المشجّعين مجدداً.
واختبر كافاني مرة واحدة شعور الدفاع عن ألوان يونايتد أمام مشجعي “الشياطين الحمر” في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الممتاز ضد فولهام (1-1) حين سجل هدفاً رائعاً.
وفي مقابلة له مع الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قال المهاجم السابق لنابولي الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي “لقد قلت دائماً إن كرة القدم تدور حول تجربتها بهذا الشغف الذي تقدمه لك الجماهير في الملعب”. هو شغف خالص على مدار 90 دقيقة، يحكم العلاقة بين اللاعب والمشجع. كل هذه الأشهر بدون مشجعين كانت صعبة”.
وأضاف “أعتقد أن عودة الجماهير الآن الى الملاعب تدريجياً ستساعد كثيراً، لاسيما مع فريق مثل مانشستر يونايتد الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية قوية وعاطفية. دعونا نأمل أن يبدأ كل شيء في العودة الى طبيعته”.
ويضع نهائي كافاني في مواجهة مدربه السابق في سان جيرمان، وعلق ابن الـ34 عاماً على هذه المسألة بالقول منذ اللحظة التي وصل فيها أوناي الى باريس، أظهر شغفه بكرة القدم. لقد أحببت حقاً طريقة عمله. هو مدرب سيعمل كثيراً ويستعد جيداً لنهائي الدوري الأوروبي”.
وتابع “أعرف من تجربتي الخاصة أن التفاصيل الصغيرة هي التي تحدد هذه المباريات، ولهذا يجب أن تكون في أقصى درجات التركيز. عليك أن تلعب مباراة مثالية. أعلم أن أوناي هكذا. هو مدرب مجتهد. هذا هو سبب فوزه بالألقاب أينما كان”.
المصدر: وكالات