قراءة للكلاسيكو بعدسة الأرقام …

مشاهدة الكلاسيكو واحدة من الأمور التي يجب عليك فعلها ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتك، حتى لو لم تكن عاشقاً أصيلاً للعبة أو لأحد الفريقين، فكيف إذا كان برشلونة وريال مدريد في أفضل مستوى لهما تقريباً والصدارة مشتعلة بمنافسة ثلاثية مع أتلتيكو مدريد؟

تاريخ الكلاسيكو، يزخر بالأرقام كيف لا وهو الذي بدأ في الليغا مثلاً منذ عام 1929، أما في بطولة الكأس فهو موغلٌ في القدم إذ لعب أول كلاسيكو في الكوبا عام 1916.

ويعود تاريخ إقامة أول كلاسيكو على الإطلاق إلى عام 1902 وتحديداً إلى 13 أيار/ مايو، وقد أقيم على مضمار سباق الخيل القديم في مدريد، في نصف نهائي كأس التتويج (كوروناسيون) تكريماً لألفونسو الثالث عشر بمناسبة تنصيبه ملكاً على البلاد، وهي أول بطولة رسمية موثقة تُقام في إسبانيا.

1- نظرة إلى الحاضر من عدسة الأرقام

هذا التاريخ الثقيل كماً ونوعاً مستمر بمراكمة المباريات، وها نحن نحبس الأنفاس قبل إطلاق صافرة بداية الكلاسيكو، كما أن ريال مدريد يتأهب لنيل الانتصار الثالث توالياً على غريمه برشلونة في الليغا، حدثٌ نادر لو فعله رجال زيدان فإنهم سيمنحوا تاريخ ناديهم هذا الشرف لأول مرة منذ عام 1978، وكانت تلك الانتصارات ممتدة على موسمين.

موسم 1977- 1978 فاز الملكي ذهاباً 3-2 وإياباً 4-0، ثم انتصر في كلاسيكو ذهاب 1978-1979 بنتيجة 3-1.

وفي الموسم الأول توّج الملكي بقيادة مدربه الراحل لويس مولوني باللقب على حساب غريمه الكاتالوني الذي اكتفى حينها بالوصافة مبتعداً بفارق 6 نقاط، ولربما كان انتصار ملكي اليوم هو إعادة لذلك التاريخ الأبيض المدهش.

2- برشلونة مضيء في مدريد وريكارد رحل بفضيحة

يحمل برشلونة سجلاً مُفرحاً لعشاقه حين يلعب في مدريد مؤخراً، فقد فاز ليونيل ميسي ورفاقه بـ5 من آخر 7 مباريات جرت في العاصمة ضمن جميع البطولات.

لكن هذه المباريات الـ7؛ تخلّلها خسارتان، منها المباراة الأخيرة التي لُعبت على ملعب سانياغو برنابيو، بنتيجة 0-2 آذار/ مارس 2020، البرسا خسر مباراتين متتاليتين آخر مرّة خارج ملعبه من ريال مدريد على يد المدرب الهولندي فرانك ريكارد.

وكانت الخسارة الثانية عام 2008 بنتيجة ثقيلة بلغت 4-1، وقف قبلها لاعبو برشلونة في الممر الشرفي لأبطال الدوري وكانت تلك المباراة الأخيرة لريكارد مدرباً للبرسا. بعد ولاية من 5 سنوات بدأت ناجحة ببطولتي الدوري عامي 2005 و2006 ودوري أبطال أوروبا في 2006. وانتهت بموسمين صفريين.

بعدها جاء بيب غوارديولا وبدأ عهداً جديداً في النادي الكاتالوني…

3- ميسي ملك الكلاسيكو ولكن ليس في الحاضر

لا يمكن ذكر المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة في العقد الأخير، دون التطرق للأسطورة ليونيل ميسي، فهو هدّاف الكلاسيكو في جميع المسابقات بـ26 هدفاً.

على الرغم أن ميسي (44 مباراة) ليس الأكثر ظهوراً في الكلاسيكو فهو يأتي خلف راموس (45 مباراة) بفرق مباراة واحدة.

ميسي سجل في الكلاسيكو ضمن الليغا 18 هدفاً، وهو أحد 5 لاعبين فقط سجلوا أكثر من هاتريك في الكلاسيكو، وثاني كتالوني فقط بعد باولينيو ألكنتارا.

مع العلم أن أول كلاسيكو لميسي كان في 19-11- 2005، حين فاز الفريق الكتالوني بثلاثية نظيفة، مسجّلاً منها النجم البرازيلي رونالدينيو ثنائيّة وقفت لها بعض من جماهير مدريد مصفقة. ودخل ميسي في ذلك اللقاء بديلاً لإنييستا في الدقيقة (70).

ما يقلق عشاق برشلونة وميسي ليس التاريخ بل الحاضر، حاضر ليو في الكلاسيكو، فقد غاب البرغوث عن هز الشباك في آخر 6 مباريات أمام ريال مدريد، الأمر الذي تكرر معه أمام خصمه اللدود في جميع البطولات بعد أول مرة بين ابريل 2014 وديسمبر 2016.

4- سلسلة تنتظر فوزاً

أيقن أغلب مشجعي برشلونة أن الفريق يسير بخطى واثقة مع المدرب الهولندي رونالد كومان ثقة جاءت نتيجة الانتصارات والأداء فقد فاز برشلونة في آخر 9 مباريات خارج ملعبه في الدوري الإسباني.

ويحتاج برشلونة لانتصار واحد خارج كامب نو ليحقق 10 انتصارات متتالية في الخارج في موسم للمرّة الـ3 في تاريخه، بعد أن حققها عام 2011 مع بيب غوارديولا وعام 2013 مع الراحل تيتو فيلانوفا وجوردي رورا.

ماذا عن كريم بنزيمة؟

هل نتفق أن الفرنسي كريم بنزيمة هو أحد أفضل اللاعبين في الليغا المواسم الأخيرة؟ ويكاد يكون أفضل لاعبي ريال الموسم الحالي، خصوصاً إذا ما عرفنا أنه سجّل هدفاً واحداً على الأقلّ في آخر 6 مباريات بالدوري الإسباني (8 أهداف)، وقد يصبح رابع لاعب في النادي الملكي يسجّل الأهداف في 7 مباريات متتالية أو أكثر في البطولة بالقرن الـ21 بعد رود فان نيستلروي (2007)، كريستيانو رونالدو (4 مرّات) وغاريث بايل (2018).

لكن الفرنسي الفذ الذي يتأهب لخوض الكلاسيكو رقم 36 محرزاً 9 أهداف، فشل بالتسجيل في آخر 9 مباريات أمام برشلونة في جميع البطولات، وهي أطول فترة صيام بالنسبة أمام أي منافس منذ قدومه إلى مدريد.

6- المطور كومان يريد تحاشي الهزيمة

لا شك أن قدوم كومان رتب البيت الداخلي الكاتالوني بشكل كبير، وجميعاً يتذكر الكلاسيكو الأول له كمدرب لبرشلونة حين تمنى بكل جوارحه أن يخرج بنتيجة إيجابية لتكون حجر أساسه في أعادة البناء.

لكن برشلونة هزم على ميدانية بنتيجة 3-1 وفي حال هزم اليوم أيضاً سيصبح كومان اوّل مدرّب للنادي يخسر اوّل مباراتين له في الدوري الإسباني أمام ريال مدريد منذ خواكيم ريفيه في عام 1980.

المصدر: beIN SPORTS

ذات صلة