هل بإمكان دورتموند الاحتفاظ بـ “سلاحه” هالاند؟

سيشكّل إرلينغ هالاند أمام إشبيلية في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، السلاح الفتاك لدورتموند في ظلّ تساؤلات النادي الألماني عن قدرته على الاحتفاظ بجوهرته قبلة العديد من الأندية الأوروبية.

وضع دورتموند قدماً في ربع نهائي المسابقة القارية الأعرق بفوزه ذهابا على النادي الأندلسي في عقر داره 3-2 بفضل ثنائية للنروجي هالاند ابن الـ 20 عاما، الذي سيفتقد في مباراة الثلاثاء لتمريرات زميله لاعب الجناح الانكليزي جايدون سانشو الغائب بسبب إصابة عضليّة بحسب ما صرح المدير الرياضي ميكايل تسورك لمجلّة “كيكر” المتخصصة الأحد.

تغيب الجماهير عن أبرز مدرجات ملعب “سينغنال إيدونا بارك” المعروف بـ “الحائط الأصفر” بسبب إقامة المباراة خلف أبواب موصدة خوفاً من تداعيات فيروس كورونا، إلا أن “العملاق الأصفر” (1,95 م و85 كلغ) سيكون الحائط الذي سيتكئ عليه دورتموند للعبور الى الدور التالي.

وبالرغم من صغر سنّه (20 عاماً)، بات في جعبة هالاند الكثير من الأرقام القياسية: في إشبيلية، خلال مباراة الذهاب، بات أول لاعب في التاريخ يسجل 10 أهداف في 7 مباريات فقط بقميص ناد واحد في المسابقة الأعرق.

وفي سجلّه الفتّي، تشير الأرقام إلى تسجيله 18 هدفا في 13 مباراة في دوري الأبطال خاضها مع فريقه السابق سالزبورغ النمسوي ودورتموند الحالي.

ويقف هالاند على مشارف معادلة رقم قياسي جديد بحوزة مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، وهو تسجيل 19 هدفاً في دوري الابطال قبل بلوغه سن 21 عاماً.

تحدي ليفاندوفسكي

السبت، في الدوري الألماني، تحدّى هالاند وببراعة كبيرة مثاله الأعلى مهاجم بايرن ميونيخ البولندي روبرت ليفاندوفسكي، بتسجيله ثنائية بعد 8 دقائق فقط من صافرة بداية “الكلاسيكر” الذي جمع الفريقين في قمة مباريات المرحلة 24.

ردّ البولندي على هدفي النروجي بثلاثية “هاتريك” مذكراً أنه ما زال سيّد المستطيل الأخضر ومن هو الأستاذ ومن هو التلميذ، وقاد فريقه البافاري للفوز 4-2 وتعزيز صدارته.

وعلى الرغم من خروج هالاند بعد ساعة من صافرة البداية بعد تلقي ضربة على الكاحل، إلا أنه سيكون حاضرا الثلاثاء لقيادة هجوم فريقه.

ونوّهت مجلة “بيلد” اليومية الواسعة الانتشار بأداء المهاجم النروجي وأشارت رغم خسارة دورتموند في “البوندسليغا” إلى أن المباراة أمام بايرن أثبتت شيئا واحدا “لا يجب بيع إرلينغ هالاند هذا الصيف تحت أي ظرف من الظروف”.

من الواضح أن مآثر هالاند المتكررة ونجاعته التهديفية تثير حسد وأطماع أبرز الأندية الاوروبية، علماً بأن عقده مع دورتموند ينتهي في عام 2024.

يقول وكيل أعماله الشهير مينو رايولا “لا توجد أكثر من 10 أندية بإمكانها التعاقد مع هالاند ومنحه المسيرة التي يأمل بها بعد مروره مع دورتموند”.

ومن بين الأسماء التي تتردّد باستمرار، تشيلسي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني اللذين بإمكانهما تفعيل بند رحيله الذي يصل إلى 105 ملايين يورو، بحسب تقارير إعلامية علماً بأن دورتموند كان تعاقد مع المهاجم الشاب في كانون الثاني/يناير 2020 مقابل 20 مليونا فقط.

هدف توخيل

وبحسب الموقع الألماني “سبورت1″، يأمل مدرب تشيلسي الحالي ودورتموند السابق توماس توخيل وبعد وعود من مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش، بوضع بتصرفه مبلغ 260 مليون يورو في سوق الانتقالات، أن يتعاقد مع ثنائي دورتموند هالاند وسانشو.

سيجد هالاند نفسه “طريدة” في العامين المقبلين لأغنى الأندية الأوروبية الساعية الى تدعيم صفوفها بلاعبين شبان لخلافة مهاجمين تخطوا سن الثلاثين أمثال مهاجم ريال مدريد الفرنسي كريم بنزيمة (33 عاما)، البرتغالي كريستيانو رونالدو (36 عاما) نجم يوفنتوس الإيطالي، الفرنسي أوليفييه جيرو (35) مع تشيلسي، الأرجنتيني سيرخيو أغويرو (32) مع مانشستر سيتي الإنكليزي… وحتى ليفاندوفسكي (32) مع بايرن.

أجاب مدرب بايرن هانزي فليك عندما سُئل عن احتمالية التعاقد مع المهاجم النروجي “العديد من الأشياء ممكنة، لا يمكنني استبعاد أي شيء”، مضيفا “ولكن الكثير من الأندية مهتمة”.

في دورتموند، كل ما بإمكان إدارة النادي فعله حالياً هو الحدّ من الشائعات وإبقاء النار مشتعلة تحت الرماد، فالرئيس هانز – يواشيم فاتسكه كان صرّح السبت “لا أعتقد أنه سيكون هناك جنون (تعاقدات) في سوق الانتقالات في فصل الصيف”.

البعض اعتبر أن هذه الكلمات صدرت عن شخص يعيش مشاعر متناقضة بين حاجته لإعادة تعبئة بالمال خزائن النادي التي فرغت بسبب جائحة كورونا، ورغبته بالمحافظة، ولو لفترة قصيرة إضافية، على جوهرته النادرة في سعيه للدخول ضمن نادي أندية الثمانية الكبار في القارة العجوز.

المصدر: وكالات

ذات صلة