التحقيقات مستمرّة بأسباب وفاة مارادونا
بدأت مجموعة من 20 خبيراً الإثنين مناقشاتها في أسباب وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا لتحديد ما إذا كان هناك إهمال من جانب المتخصّصين في الرعاية الصحيّة.
وتوفّي مارادونا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن 60 عاماً إثر نوبة قلبيّة، وذلك بعد أسابيع فقط من خضوعه لعمليّة جراحيّة من أجل معالجة نزيف في المخ.
ويبحث المحقّقون في العلاج الصحي الذي تلقّاه قبل وفاته، لتحديد ما إذا كانت هناك قضية لتوجيه تهمة القتل غير العمد أم لا والتي ستؤدي في حال الإدانة، إلى عقوبة السجن لمدّة تصل إلى 15 عاماً.
ومن المتوقّع أن تقدّم لجنة الخبراء، المكونة من 10 متخصّصين رسميين و10 آخرين تم اختيارهم من قبل الأطراف المعنيّة، نتائجها في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وتم تأليف هذه اللجنة من الخبراء بطلب من مكتب المدعي العام الأرجنتيني للبت في ما إذا كان الأسطورة قد تلقى العلاج المناسب قبل وفاته.
وتتضمّن لجنة الخبراء الأطباء الذين شاركوا في تشريح جثة مارادونا، كما دعا المدعي العام في سان إيسيدرو، إحدى ضواحي العاصمة بوينوس أيرس، منسق التمريض والطبيب الذي كان مكلفا بتنسيق الرعاية المنزلية لمارادونا خلال الأيام التي سبقت وفاته.
ويخضع خمسة أشخاص آخرين، بينهم جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوزاشوف، للتحقيق بشبهة القتل غير العمد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن آخر شخصين شملهما التحقيق كانا عضوين في مجموعة دردشة على تطبيق “واتساب” تناقش رعاية مارادونا.
ومثلت اثنتان من بنات مارادونا، وهما جيانا (31 عاماً) وجانا (24 عاماً)، أمام النيابة العامة لاتهامها لوكي بالمسؤولية عن تدهور صحة والدهما الأسطورة.
وكشف التشريح على جثة مارادونا أنه كان يعاني من اضطرابات في الكبد والكلى والقلب والأوعية الدموية، فيما لم تظهر أي علامات على تناول الكحول أو المخدرات.
وكان مارادونا يعاني من مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك تليف الكبد وأمراض القلب والفشل الكلوي.
وأظهر تحليل السموم عدم وجود كحول أو مواد مخدرة في دمه أو بوله، لكن مارادونا كان يتناول أدوية مضادة للاكتئاب والذهان وأدوية أخرى مختلفة لعلاج القرحة والتشنجات ومشاكل صحية أخرى.
وقال أحد المحققين لوكالة “تيلام” الإخبارية بعد التشريح إن “ما استُنتِجَ من التحليل المختبري لا يقل أهمية عما لم يظهر (في التحليل)، ويؤكد ببساطة أن مارادونا أعطي أدوية لمعالجة الحالة الذهنية لكن لا دواء لأمراض القلب”.
وتبين من تشريح أولي أجري في اليوم الذي توفي فيه مارادونا، أنه عانى من وجود سوائل في الرئتين مع قصور حاد في القلب ناتج عن مرض في عضلات القلب يجعل ضخ الدم أكثر صعوبة، ما تسبب بأن يصبح قلب “الفتى الذهبي” ضعف وزنه الطبيعي.
وخضع مارادونا لعملية جراحيّة بعد تعرضه لنزيف في المخ في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد خمسة أيام فقط من عيد ميلاده الستين.
وكان يُنظر إلى مارادونا على نطاق واسع على أنه أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور، وهو أسطورة في وطنه بعد أن لعب دورا أساسياً في قيادة الأرجنتين إلى المجد العالمي بإحراز مونديال المكسيك عام 1986، ثم الوصول بعد أربعة أعوام إلى نهائي مونديال إيطاليا 1990 حيث تنازل ورفاقه عن اللقب لصالح ألمانيا الغربية.
المصدر: وكالات