غوندوغان سلاح سيتي الفعال أمام مهمّة التألّق أوروبيا

بعد التألّق الكبير الذي حقّقه الدولي الألماني إيلكاي غوندوغان مع فريقه مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي هذا الموسم وتسجيله 11 هدفاً، يسعى صانع الألعاب إلى أن يكون كلمة السر في مسيرة فريقه في دوري الأبطال

لعبت الفعاليّة التهديفيّة لإيلكاي غوندوغان دوراً كبيراً في ابتعاد مانشستر سيتي 10 نقاط عن أقرب مطارديه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، لكن البحث المستمر للفريق السماوي عن لقب دوري أبطال أوروبا، يضع لاعب الوسط الدولي الألماني أمام مهمّة جديدة الأربعاء عندما يحلّ ضيفاً على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني في ذهاب ثمن النهائي.

بعد انضمام المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا إلى مشروع سيتي، كان غوندوغان أول اللاعبين القادمين إلى ملعب الاتحاد، في خطة رفع الفريق الأزرق إلى مصاف نخبة الأندية في القارة العجوز.

محاولات التتويج بدوري الأبطال

برغم إحرازه لقب الدوري موسمي 2017-2018 و2018-2019، والثالث يلوح في الأفق في ظل الهيمنة الصارخة راهناً على الـ”بريمير ليغ”، تشكّل مسابقة دوري الأبطال إحباطا مستمراً لغوارديولا منذ رحيله عن برشلونة حيث توّج مرتين في 2009 و2011، برحلتين بافارية مع بايرن ميونيخ ثم انكليزية مع سيتي.

لم يتجاوز “سيتيزنز” ربع النهائي مع المدرب الكاتالوني في أربع محاولات.

وبعد تحقيقه 18 انتصاراً متتالياً في مختلف المسابقات، يجد سيتي نفسه مجدّداً تحت الأضواء كمرشح أبرز لنيل لقب الكأس ذات الأذنين الكبيرتين.

ويتوقّع أن يكون لغوندوغان دوراً رئيسياً في مغامرة السيتي هذا الموسم في دوري الأبطال عطفاً على المستويات الرائعة التي يقدّمها في الدوري الحلي هذا الموسم.

يعيش لاعب الوسط أفضل مواسمه من الناحية التهديفيّة، رافعاً رصيده إلى 13 في مختلف المسابقات، 11 منها في آخر 13 مباراة في الدوري.

لكن أسلوب لعب غوندوغان (8 أهداف في 42 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا) لا يقتصر فقط على تسجيل الأهداف. لاعب وسط نشيط نادراً ما يتخلى عن الكرة ويلائم خطط غوارديولا.

قال لاعب وسط برشلونة السابق عن الألماني “هو لاعب ذكي. هي إحدى المزايا التي أقدّرها كثيرا، الذكاء. اللاعبون الذين يفهمون كل شيء في المباراة ويجدون الحلول في أسرع وقت ممكن”.

“بين الأفضل”

قدرة غوندوغان على شغل عدّة أدوار جعلت منه لاعباً مفضلاً في فريقه السابق بوروسيا دورتموند مع المدربين يورغن كلوب وتوماس توخيل.

قال كلوب قبل تسجيله هدفين في مرمى فريقه ليفربول 4-1 في الدوري مطلع الشهر الجاري “إيلكاي هو بين أفضل اللاعبين الذين درّبتهم”.

تابع “عندما تكون ذكياً ثم تكتسب الخبرة، يرتفع مستواك بشكل لافت. لست متفاجئاً على الإطلاق”.

بداية مشوار غوندوغان في إنكلترا عرقلتها إصابة قوية في ركبته أبعدته عن الملاعب نحو تسعة أشهر، بعد عودته، ناضل لإيجاد مكان في خط وسط يضمّ البرازيلي فرناندينيو، الإسباني دافيد سيلفا والبلجيكي كيفن دي بروين. ساهم هذا الوسط الرهيب في تحقيق موسم تاريخي عام 2019 نال في نهايته 100 نقطة قياسية في الدوري.

بعمر الثلاثين، أصبح غوندوغان قطعة رئيسة في رقعة غوارديولا، خصوصا بعد عودة سيلفا إلى إسبانيا وتقلّص دور المخضرم فرناندينيو (35 عاما).

وبعد غياب دي بروين لنحو شهر بسبب إصابة عضليّة بفخذه، سجّل 6 مرات في 5 مباريات ولم يهدر سيتي أي نقطة.

اللاعب التركي الأصل الذي يُلفظ اسمه بالتركية “غوندوان” أظهر نضجا خارج حدود الملعب أيضا، بعد اطلاقه حملة خيرية لمساعدة أصحاب الحانات، المقاهي والمطاعم المعانية من الإغلاق جراء تفشي فيروس كورونا.

وعلى غرار كثيرين من زملائه، لم يظهر غوندوغان بعد قماشته في دوري الأبطال مع سيتي، وذلك بعد بلوغه الدور النهائي مع كلوب في دورتموند خلال موسم 2012-2013.

وفيما يعيش مدربه السابق كلوب أزمة راهنة في ليفربول جعلته يفقد منطقيا لقب الدوري، ويُظهر أمثال برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ حامل اللقب تراجعاً في المستوى، لن يحصل سيتي على فرصة أفضل من الحالية لفك عقدته أخيرا واحراز اللقب الأول في تاريخه في دوري الابطال.

المصدر: وكالات

ذات صلة