صراع رباعي بين أرسنال وتوتنهام وليستر وولفرهامبتون

يتوق أرسنال وتوتنهام للمنافسة على مراكز دوري أبطال اوروبا لكرة القدم في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم بعد أن فشلا في التأهل إلى المسابقة القارية الأهم نهاية الموسم الماضي، في حين يتطلّع كل من ليستر سيتي وولفرهامبتون لجعل مهام الناديين اللندنيين صعبة جداً.

إذا كانت هناك أي شكوك حول حجم التأثير الذي تركه المدرب الاسباني ميكيل أرتيتا في موسمه الأول مع أرسنال، فإن مشهد المدافع البرازيلي دافيد لويز المعروف بارتكابه الأخطاء الدفاعية من حين إلى آخر وهو يساهم في فوز الفريق بلقبين في غضون 29 يوماً، من شأنه أن يقنع حتى أكبر المشككين.

قبل ثلاثة أشهر فقط، كانت الجماهير تنتقد لويز كثيراً بعد الأداء السيئ الذي قدّمه في خسارة فريقه بثلاثيّة نظيفة أمام مانشستر سيتي في الدوري.

إلا أن أرتيتا أصر على إبقاء البرازيلي في تشكيلته الأساسية وكوفئ على قراره بأداء كبير من لويز في نهائي كأس انكلترا الذي أحرز لقبه ارسنال على حساب غريمه اللندني تشيلسي.

وبدا تأثير أرتيتا واضحاً أيضاً في تفوّق أرسنال التكتيكي على ليفربول بطل الدوري في درع المجتمع التي حسمها بركلات الترجيح.

هذان اللقبان على ملعب ويمبلي يظهران التحوّل الكبير الذي احدثه ابن الـ38 عاماً على الفريق منذ وصوله إلى ملعب الامارات في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت خلفاً لمواطنه أوناي ايمري.

كان استبعاد الالماني مسعود أوزيل غير الفعّال والفرنسي ماتيو غندوزي غير المنضبط ضربة “معلّم” من أرتيتا وجّه من خلالها رسالة واضحة إلى باقي اللاعبين.

وقال الحارس الأرجنتيني ايميليانو مارتينيز الذي لعب مباريات ارسنال جميعها حتى نهاية الموسم بعد اصابة الحارس رقم واحد الألماني بيرند لينو وساهم في الفوز باللقبين في حديث مع صحيفة “ماركا” الاسبانية إن “أرتيتا مدرب عظيم، لقد غيّر تركيبة أرسنال، لديه خطة لكل مباراة”.

وتابع الحارس “إنه ذكي جداً برأيي. سيصبح أحد أفضل المدربين في العالم”.

وستكون مهمة ارتيتا المقبلة البناء على هذين اللقبين وتصحيح الشوائب التي أدت إلى احتلال ارسنال المركز الثامن في الدوري الموسم الفائت.

وبدأ المساعد السابق لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي في ذلك، من خلال التعاقد مع البرازيليين غابريال ماغاليس مدافع ليل الفرنسي والجناح ويليان من تشيلسي.

وإذا تمكّن أخيراً من إقناع قائد الفريق المهاجم الفتاك الغابوني بيار-إيميريك أوباميانغ بتمديد عقده الذي ينتهي في حزيران/يونيو المقبل، فسيكون أرتيتا في وضعية أقوى.

توتنهام

أظهر دور المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي خطف الأضواء في الفيلم الوثائقي “أول أور ناثينغ” (كل شيء أو لا شيء) الذي يسلط الضوء على كواليس موسمه الأول في توتنهام أنه لا يزال تلك الشخصية القوية التي جعلت منه “المدرب المميّز”.

إلا أن مورينيو يحتاج لأن يتصدر العناوين لنتائجه الجيدة عندما يدخل موسماً مصيرياً له وللنادي.

بعد أن أبعدت الإصابات هدافه هاري كاين والكوري الجنوبي سون هيونغ-مين والحارس الأول والقائد الفرنسي هوغو لوريس لفترات طويلة عن المنافسات الموسم الفائت، لم ينجح مورينيو في قيادة الفريق إلى مركز مؤهّل لدوري الأبطال.

وكان ذلك ضربة قاسية للنادي الذي حلّ وصيفاً للمسابقة القارية عام 2019.

أما على الصعيد الشخصي، يتطلع مورينيو للفوز بأول ألقابه منذ الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” مع مانشستر يونايتد عام 2017.

التعاقد مع الظهير الأيمن الايرلندي مات دوهيرتي من ولفرهامبتون ولاعب الوسط الدنماركي بيار-إيميل هويبيرغ من ساوثهامبتون من شأنه أن يمنح مدرب ريال مدريد الإسباني وإنتر الايطالي السابق خيارات أكثر في حال تجدد الاصابات، لكن الحفاظ على لياقة كاين يبقى تحدياً من أجل نجاح توتنهام.

ليستر سيتي

على رغم الموسم المشجّع واللافت الذي قدمه ليستر سيتي، الا أن على المدرب براندن رودجرز أن يجد سبيلاً لرفع معنويات فريقه بعد أن أهدر فرصة ذهبية لاحتلال أحد المركزين الثالث أو الرابع.

بفضل هداف الدوري جيمي فاردي وصانع الألعاب جايمس ماديسون، وجد ليستر بطل العام 2016 نفسه متقدماً بفارق 14 نقطة عن مانشستر يونايتد في كانون الثاني/يناير الفائت وكان مرشحاً لإنهاء الموسم أمام أحد أغنى اندية العالم.

الا ان فريق “الثعالب” انهار بعد استئناف المنافسات في حزيران/يونيو إثر توقف قرابة ثلاثة أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وعلى رودجرز أن يتأقلم مع غياب الظهير الأيسر بن تشيلويل الذي انتقل الى تشيلسي، في حين تعاقد مع البلجيكي تيموثي كاستاني من أتالانتا الايطالي بديلًا له.

ولفرهامبتون

محفزاً بإنهاء الموسم في مركز سابع، فإن فريق المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو يملك القدرة على الإخلال بالنظام القائم.

أثبت نونو أنه شخص تكتيكي ومحفز ممتاز، في حين أن حنكة ولفرهامبتون في ايجاد لاعبين موهوبين وإبرام صفقات غير باهظة في سوق الانتقالات سمحت له ببناء فريق قادر على منافسة أفضل الفرق في الدوري.

يعتر القناص المكسيكي راوول خيمينيز نجم الفريق، لكن أمثال الاسباني أداما تراوري والبرتغالي جواو موتينيو والمدافع كونور كودي هم جميعاً لاعبون من الطراز الرفيع، في حين أن الوافد الجديد الشاب البرتغالي فابيو سيلفا (18 عاما) الذي وصل من بورتو مقابل 36 مليون جنيه إسترليني (47 مليون دولار) وهي أغلي صفقة في تاريخ النادي الانكليزي، هو مهاجم مميز بإمكانيات هائلة.

المصدر: وكالات

ذات صلة