كوبا أمريكا بمتناول الجميع والجماهير قلقة من الاقتداء بأوروبا

ستكون كأس كوبا أمريكا لكرة القدم التي تنطلق هذا الشهر الثالثة في أربع سنوات لكن بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من جرعة مفرطة من بطولة أمريكا الجنوبية فإن النهاية أصبحت على مرمى البصر، لكن ليس الآن.

والبطولة التي تنطلق في ساو باولو يوم 14 يونيو حزيران ستعقبها نسخة أخرى من كوبا أمريكا العام المقبل، رغم أن الدولتين اللتين تشتركان في الاستضافة تفصلهما آلاف الكيلومترات وهما كولومبيا والأرجنتين.

لكن بعد ذلك قال منظّمون إن هذا يكفي وستقام البطولة كلّ أربع سنوات.

ويأتي القرار ضمن عمليّة تجديد واسعة النطاق يقودها اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (الكونميبول) حتى تتماشى كلّ بطولاته مع النظام الأوروبي.

وستقام كوبا أمريكا كل أربع سنوات في نفس عام بطولة أوروبا.

وعلى مستوى الأندية، سيتخلص الكونميبول من نظام الذهاب والإياب في نهائي كأس ليبرتادوريس وكأس سودامريكانا، ويحلّ محلّهما مباراة نهائيّة واحدة في ملاعب محايدة.

وقوبلت التغييرات بمقاومة من الجماهير التي تقول إن من الظلم أن يحتاج المشجعون في واحدة من أفقر مناطق العالم السفر لآلاف الكيلومترات من أجل مشاهدة المباريات الكبيرة.

كما قوبلت قرارات منح فيسبوك حقوق بثّ بعض المباريات في كأس ليبرتادوريس، التي تعادل دوري الأبطال في أمريكا الجنوبية، بخيبة أمل حول القارة التي تعاني من انقطاع متكرر في الإنترنت.

وتأتي التغييرات مع محاولة الكونميبول تجاوز سنوات الفساد والفوضى.

ووجّهت اتهامات إلى آخر ثلاثة رؤساء لاتحاد أمريكا الجنوبية في فضيحة فساد الاتحاد الدولي (الفيفا) ونقل نهائي كأس ليبرتادوريس العام الماضي إلى مدريد بعد أن هاجمت جماهير ريفر بليت حافلة فريق بوكا جونيورز.

وتسبّبت هذه الوقائع في توجيه لطمات قويّة لمصداقيّة المنظّمة.

ولم يساعد أيضا قرار ضمّ اليابان وقطر إلى كوبا أمريكا هذا العام في زيادة الثقة في قيادة المنظّمة، إذ تضمّ البطولة في المعتاد دول أمريكا الجنوبية العشر بالإضافة لفريقين يشاركان بدعوة خاصة لكن هذه الفرق تكون في المعتاد من مناطق أخرى في الأمريكتين.

لكن مهما كان السبب فإن المنظّمين والجماهير سيأملون أن تحصل كرة القدم على كلّ الاهتمام في دولة تضمّ منشآت تم تحديثها أو شيّدت من أجل كأس العالم 2014.

ورغم استبعاد نيمار بسبب الإصابة، فإن لاعبين مثل ليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو وثنائي أوروغواي إدينسون كافاني ولويس سواريز من بين الأفضل في العالم.

ويصل كلّ هؤلاء إلى البرازيل للمشاركة في واحدة من أكثر البطولات التي تعدّ فيها المنافسة مفتوحة تماما.

ولم تفز البرازيل بكأس كوبا أمريكا منذ 2007 ويحتاج المدرب تيتي لأداء جيد بعد مسيرة مخيبة للآمال في كأس العالم في روسيا، حيث خرج أبطال العالم خمس مرات من دور الثمانية.

وتتوق الأرجنتين أيضا للفوز بأول لقب كبير منذ كوبا أمريكا 1993 لتمنح ميسي أخيرا لقبا دوليّا يضاف إلى عشرات الألقاب التي حقّقها على مستوى الأندية.

ولم تعد تشيلي قويّة مثلما كانت، إذ نالت لقب آخر نسختين من البطولة في 2015 و2016 لكن لا يمكن استبعادها بجانب كولومبيا وأوروغواي وبيرو فنزويلا من المنافسة.

المصدر: رويترز

ذات صلة