تحدّيات مانشستر سيتي بعد التخلّص من العقوبة
تنفّس نادي مانشستر سيتي الانكليزي الصعداء الاثنين بعد إفلاته من عقوبة الاستبعاد عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في الموسمين المقبلين.
وفاز سيتي بالاستئناف الذي تقدّم به أمام محكمة التحكيم الرياضي (“كاس”)، ما سيفتح المجال أمامه للتفكير في خططه المستقبلية على أرض الملعب وخارجه.
وأعلنت “كاس” الإثنين إلغاء العقوبة التي فرضها “يويفا” على بطل إنكلترا في الموسمين الماضيين، بحرمانه المشاركة القارية لموسمين لمخالفته قواعد اللعب المالي النظيف، وخفضت الغرامة التي كانت مفروضة عليه من 30 مليون يورو إلى 10 ملايين.
وسينصرف سيتي الذي ضمن التأهل إلى الموسم المقبل من دوري الأبطال كونه سينهي هذا الموسم في المركز الثاني في ترتيب الدوري الممتاز، إلى التركيز على استئناف الموسم الحالي من المسابقة القارية في آب/أغسطس المقبل، مدركاً أنها لن تكون الفرصة الأخيرة للمدرب الإسباني جوسيب غوارديولا ونجوم تشكيلته لتحقيق لقب قاري أول في تاريخ النادي.
وسيبدأ أيضاً التحضيرات لاستعادة اللقب الذي خسره لصالح ليفربول لاسيما وأنه بات مرتاحاً أكثر للتصرف في سوق الانتقالات.
في ما يأتي عرض لأبرز التحديات التي تنتظر النادي:
الفوز بدوري الأبطال
لا تزال الكأس ذات الأذنين الكبيرتين أبرز ما يغيب عن خزائن سيتي.
وعلى رغم فشله في قيادة بايرن ميونيخ إلى اللقب القاري خلال ثلاث سنوات في ألمانيا، كان وصول غوارديولا (49 عاماً) إلى ملعب الاتحاد عام 2016، جزءاً من مخطط سيتي للفوز باللقب القاري الأسمى.
بنى الإسباني أحد أفضل الفرق في تاريخ الكرة الإنكليزية بتحقيقه لقب الـ “برميرليغ” في مناسبتين بأعلى رصيد من النقاط (100 نقطة موسم 2017-2018 و98 موسم 2018-2019)، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الانكليزي في مناسبة واحدة، وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة.
وقاد غوارديولا سيتي في الموسم الماضي إلى ثلاثيّة محليّة غير مسبوقة.
لكن في دوري الأبطال، لم يتجاوز سيتي الدور ربع النهائي في أول ثلاثة مواسم تحت إشراف غوارديولا، لكن الأخير يعتقد أن هذه المرة ستكون مختلفة عندما تستأنف منافسات المسابقة في آب/أغسطس المقبل.
لكن طريق سيتي لن يكون سهلاً نحو اللقب القاري، إذ عليه بداية تخطي عقبة ريال مدريد الإسباني “ملك” المسابقة عندما يلتقيان في إياب الدور ثمن النهائي في ملعب الاتحاد (فاز سيتي ذهابا في مدريد 2-1).
وفي حال بلوغه ربع النهائي، سيصطدم سيتي إما بيوفنتوس بطل إيطاليا في المواسم الثمانية الماضية أو ليون الفرنسي، قبل مواجهة محتملة في نصف النهائي مع برشلونة الإسباني أو بايرن المتوج هذا الموسم بطلاً لألمانيا للعام الثامن توالياً.
البناء من جديد
أتى الفوز برباعيّة على ليفربول بعدما ضمن الفريق الأحمر لقبه الأول في الدوري المحلي منذ 30 عاماً، في المرحلة 32 من البريميرليغ.
على رغم ذلك، ما زال النادي الشمالي يبتعد في المركز الثاني بفارق 21 نقطة خلف بطل أوروبا، ما يؤشر إلى حاجة لتعزيز صفوفه لاسيما خط الدفاع.
ويتوقّع أن يكون الأمر أسهل الآن مع الدفعة المعنوية التي منحته إياها “كاس”، ما سيمكنه من جذب أسماء كبيرة، وتحفيز آخرين كرحيم سترلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين على البقاء.
ويبدو مركز قلب الدفاع الحلقة الأضعف في سيتي، خصوصاً بعدما فشل بتعويض غياب المدافع الفرنسي إيميريك لابورت الذي تعرض لقطع في أربطة الركبة في آب/أغسطس الفائت أبعده أشهراً عن الملاعب، ورحيل المدافع والقائد السابق البلجيكي فنسان كومباني.
ومع رحيل الرمز الإسباني دافيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد 11 عاما في ملعب الاتحاد، يبدو الشاب الإنكليزي الموهوب فيل فودن (20 عاماً) جاهزاً لملء مكانه.
وبعد بلوغه عامه الثاني والثلاثين، بات الهداف التاريخي للنادي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو قريباً من إنهاء مشوار دام عشر سنوات، ولن يكون من السهل إيجاد بديل مناسب.
الحفاظ على غوارديولا
ينتهي عقد غوارديولا مع سيتي مع نهاية موسم 2020-2021. وفي حال استمراره إلى الموعد المذكور وخوضه موسماً خامساً، ستكون تلك أطول فترة أمضاها على رأس الجهاز الفني لنادٍ واحد، بعد أربعة أعوام مع برشلونة، وثلاثة مع بايرن ميونيخ، فصل بينهما عام من الراحة.
يرتبط نجاح سيتي أيضاً بهيكلية النادي خلف الكواليس، إذ يعتبر المدير التنفيذي الاسباني فيران سوريانو ومواطنه مدير كرة القدم تسيكي بيجيريستاين مسؤولين عن استراتيجية التوظيف.
وتم التعاقد مع اللذين عملا سابقا مع غوارديولا في برشلونة، في عام 2012 بهدف جذب “بيب” إلى مانشستر.
فاز سيتي مرتين بلقب الدوري الممتاز قبل وصول غوارديولا ولديه القدرة المالية للتنافس حتى بعد رحيله. لكن الحفاظ عليه سيكون بمثابة ضمانة لاستمرار النادي بتحقيق الألقاب.
المصدر: وكالات