زيادة الوزن مشكلة تواجه الرياضيين أثناء الحجر الصحي

حذار من حُكم الميزان! يتخوّف لاعبو كرة القدم والرياضيون عموما من الوزن الزائد الذي قد يعانوا منه لدى معاودة النشاط وذلك بسبب فترة الحجر الصحي التي أدّت إلى تقليص النشاط البدني بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وإذا كانت مشاهد “بطون” نجوم كبار أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا، البرازيلي أدريانو، الفرنسي بيار-أندريه جينياك او الإيطالي أنطونيو كاسانو ما تزال ماثلة للأذهان، فمن المنتظر رؤية بعض اللاعبين الذين سيعانون من الوزن الزائد عندما يعاودون تمارينهم.

لكن السبب في ذلك هذه المرة لن يكون بسبب سهرات ليلية لوقت متأخّر، بل لحلاوة المطبخ العائلي كما يلخّص ذلك لاعب وسط يوفنتوس الويلزي ارون رامسي بقوله: “أنا اتّبع برنامج عمل أرسله إلينا النادي، لكن الأمر مختلف عن تدريب جماعي. يتعيّن عليّ الانتباه وعدم مراكمة الوزن الزائد. زوجتي تحبّ الطبخ وأنا أعشق الأكل وبالتالي هذه خلطة خطيرة. في المنزل لدينا الكثير من قطع البسكويت للأطفال وانا أقوم بتناولها في كل مرة احتسي فيها الشاي”.

في موازاة تقليص النشاط البدني وزيادة السعرات الحرارية، يواجه الرياضيون خطر خسارة الكتل العضليّة في مقابل زيادة الدهون وهو ما يقلق المعد البدني كزافييه فريزا الذي يعمل مع لاعبي كرة قدم محترفين.

ويقول في هذا الصدد “يقوم الرياضيّون بالكثير من التمارين، وبالتالي فهم يتبعون تغذية غنية مرتبطة باختصاصهم. إذا تقلص نشاطهم وهو ما يحصل الآن ويحافظون على الحمية الغذائية ذاتها، فهذا خطر لأنهم يواجهون زيادة وزنهم في موازاة تراجع مستوى لياقتهم”.

ويبدو الخطر أكثر جدّية على الرياضيين الذين يتبعون حميات معينة لمتابعة تدريبات شاقّة جدا من أمثال السبّاحين.

ويقول السباح الفرنسي فلوران مانادو لوكالة فرانس برس “المشكلة الأكبر بالنسبة إليّ هي الغذاء لأنني نهم في الأكل. أودّ الاحتفاظ بلياقتي لأنني أدرك تماماً في حال العكس ستكون العودة إلى المياه صعبة”.

إدارة جيدة

وتقول أخصّائية التغذية في المعهد الوطني للرياضة في فرنسا ايف تيولييه “في الوقت الحالي يقوم (الرياضيون) بإدارة جيدة، فمؤشّر الوزن يبقى مستقرا. جميعهم يملك برنامجا رياضيا وليس لديّ أي مؤشّرات قلق بشأن التأثير على وضعهم النفسي أو سلوكهم”.

وأضافت “سنرى بعد فترة ماذا سيحصل لحظة خروجهم لأن الأهم ليس الوزن بحدّ ذاته لكن التوزيع بين الكتل العضليّة والدهون الذي يمكن أن يؤدّي إلى اختلال من دون رؤية ذلك على جهاز الوزن. هذا الأمر قد يؤدّي إلى مخاطر أكبر لإصابات قد تلحق بالرياضيين.

أما بالنسبة إلى جان جاك مونويه طبيب فريق أركيا سامسيك للدراجات فإنه يتعيّن على الدراجين الاحتفاظ “بوزن ملائم لدى معاودة السباقات”، مضيفاً “لكني أسمح بزيادة كيلوغرامين أو ثلاثة لأنني مدرك بأننا نستطيع استعادة الوزن الملائم تدريجيا في خلال 5 أو 6 اسابيع التي ستسبق معاودة السباقات”.

ويعتبر الحجر الصحي بمثابة الإجازة المفروضة التي تسمح باستغلال تغذية أكثر تنوعاً من الذين يعتمدها الدراجون خلال فترة المنافسات حيث يتناولون اللحوم الحمراء، المعكرونة والحبش.

وأضاف “هنا أحاول أن اجعلهم يكتشفون أنواع جديدة من الخضار، ووصفات جديدة. بعض مضادات الأكسدة، الزنك، بعض الفيتامينات لا سيما فيتامين +دي+ لأنها تعزّز المناعة”.

لكن إيف تيوليه تحذّر من الإفراط المعاكس بالقول “البعض يريد استغلال هذه الفترة من أجل التجفّف بعض الشيء وبالتالي فإن الرسالة التي يمكن أن أوجّهها إلى هؤلاء هو الانتباه. ندرك جيدا بأن تراجع الطاقة والحيويّة يمكن أن يؤدّي إلى أضعاف جهاز المناعة ولذا فالوقت ليس مناسباً حالياً”.

المصدر: وكالات

ذات صلة