الإصرار على إقامة الألعاب الأولمبية بموعدها يُقلق الرياضيين

يبدي رياضيون قلقهم من إصرار السلطات اليابانيّة واللجنة الأولمبيّة الدولية على المضي قدما في إقامة دورة ألعاب طوكيو في موعدها هذا الصيف، معتبرين أن ذلك يضعهم بخطر في ظلّ تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتسبب وباء “كوفيد-19” بوفاة أكثر من 7500 شخص حتى الآن، وفرضت غالبية دول العالم قيودا صارمة على حركة التنقل والسفر للحد من انتشاره.

وفي الرياضة، علِّقت معظم المنافسات المقررة في الفترة الحالية وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقرّرة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم.

وأعلن الاتحادان القاريان المعنيان بالبطولتين الثلاثاء إرجاءهما الى العام 2021، في يوم أكدت اللجنة الأولمبيّة أن لا حاجة حاليا لاتخاذ قرارات “جذرية” بشأن الأولمبياد المقرر بين 24 تموز/يوليو و9 آب/أغسطس.

لكن مروحة الانتقادات حيال اللجنة بدأت تتسع، وطالت أيضا بيتها الداخلي، مع اعتبار العضو فيها الكندية هايلي ويكنهايزر، أن “هذه الأزمة هي أكبر حتى من دورة الألعاب الأولمبيّة” التي تعدّ أكبر حدث رياضي في العالم، وتستقطب لدى إقامتها مرة كل أربعة أعوام، آلاف الرياضيين وملايين المشجعين.

وأضافت الرياضية السابقة المتوّجة بأربع ميداليات ذهبيّة في منافسات الهوكي على الجليد “من وجهة نظر رياضية، يمكنني أن أتخيل القلق (…) الذي يشعر به الرياضيون في هذه الأثناء”.

وتابعت “الشك وعدم معرفتك أين ستتمرن غدا في ظل إقفال مراكز التدريب وإلغاء منافسات التأهّل في مختلف أنحاء العالم، هو أمر رهيب بحال كنت تستعد طوال حياتك من أجل ذلك (المشاركة في الأولمبياد)”.

وأضافت ويكنهايزر “اعتقد أن إصرار اللجنة الأولمبيّة الدوليّة على المضي قدما، بهذا القدر من الاقتناع، هو غير حساس وغير مسؤول بالنظر إلى الوضع الحالي للإنسانية”.

وانعكس توقف النشاطات الرياضية بشكل شبه كامل حول العالم، على العديد من التصفيات المؤهّلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، على رغم أن اللجنة الأولمبية تؤكد أن 57 بالمئة من إجمالي الرياضيين المقرّر أن يشاركوا في الألعاب، قد ضمنوا التأهّل إليها حتى الآن.

لكن هذا الموقف لم يلقَ صدى إيجابيا لدى العديد منهم.

وقالت حاملة ذهبيّة أولمبياد ريو 2016 للقفز بالزانة، اليونانية كاتيرينا ستيفاندي “الأمر لا يصدق (…) ماذا عن الرياضات الجماعيّة حيث يضطر الجميع للتمرن معا؟ ماذا عن السباحة؟ ماذا عن الجمباز حيث يضطرون للمس التجهيزات نفسها؟”.

وتابعت “لا يقيمون أيّ اعتبار للخطر الذي يضعوننا فيه حاليا”.

“كلّ شيء تغير” باستثناء موعد الأولمبياد

وبدأت الشكوك تتزايد في الأيام الماضية بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة “كيودو” للأنباء ونشرت نتائجه الإثنين، ان 69,9 بالمئة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون ان طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها.

والأربعاء، انضمت تصفيات جمباز مؤهّلة إلى الأولمبياد، وكان من المقرّر أن تقام في طوكيو، إلى لائحة طويلة من الأحداث الرياضية التي تم إلغاؤها. وأتى ذلك غداة كشف كوزو تاشيما، نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية ورئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، ـنه مصاب بفيروس كورونا المستجد.

لكن في اليوم نفسه، بقيت اللجنة الأولمبية الدولية على موقفها المعلن من أي تعديل محتمل، مؤكّدة أنها “تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة”.

ورأت اللجنة أن “الوضع المحيط بفيروس +كوفيد-19+ يؤثر أيضا على التحضيرات للألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وهذا وضع يتبدل كل يوم”، مشجعة الرياضيين على مواصلة تحضيراتهم “بأفضل طريقة ممكنة”.

ولقيت هذه الدعوة انتقادات أيضا، ومنها لبطلة العالم للسباعية البريطانية كاتارينا جونسون-تومسون التي قالت “أشعر بأنني تحت الضغط للتمرن والحفاظ على الروتين نفسه، وهذا أمر مستحيل” في ظل الوضع الحالي.

وأضافت “من الصعوبة بمكان مقاربة الموسم (بشكل طبيعي)، في حين ان كل شيء تغير خلال التحضيرات، باستثناء الموعد النهائي”، في إشارة الى إبقاء تاريخ انطلاق دورة الألعاب كما هو مقرر من دون تعديل.

أما عدّاءة المسافات المتوسطة البريطانية جيس جود فكتبت عبر “تويتر”، “كيف يجدر بنا أن نواصل التحضير بأفضل ما يمكن؟ هل يمكن لأحد أن يخبرني أي سباقات يمكن أن نشارك فيها لتسجيل الأوقات، ومتى يمكن أن تقام السباقات التجريبية، ومتى يمكن معاودة التمارين بشكل طبيعي؟”.

المصدر: وكالات

ذات صلة