صراع الأرقام القياسيّة بين هالاند ومبابي
تتّجه الأنظار الثلاثاء إلى النجمين الواعدين لفريقي بوروسيا دورتموند الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي النروجي إرلينغ هالاند وكيليان مبابي خلال لقاء فريقيهما في الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، سيسعيان من خلاله إلى تعزيز أرقامهما القياسية.
في سن الحادية والعشرين فقط، يملك مبابي لقباً عالمياً في سجله وصنع لنفسه اسماً على الساحة العالمية، فيما لفت هالاند صاحب التسعة عشرة عاماً الأنظار بشكل مثير منذ بداية الموسم الحالي وتحول من لاعب مغمور قبل ستة أشهر إلى قناص يهز الشباك بغزارة.
وإذا كان أسلوب لعب مبابي وهالاند مختلفاً، فإنهما يتقاسمان غريزة التهديف بالفطرة.
هالاند، مراهق أشعل البوندسليغا
وصل هالاند بالكاد الشهر الماضي إلى دورتموند قادما من سالزبورغ النمسوي عندما كان فريق المدرب السويسري لوسيان فافر يعاني الأمرين في خط هجومه.
سجّل 28 هدفا في 22 مباراة مع سالزبورغ بينها ثمانية أهداف في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (يحتل المركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدفين خلف مهاجم بايرن ميونيخ الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي المتصدر)، وبات أول لاعب تحت 20 عاما يسجل في مبارياته الخمس الأولى في دوري الأبطال.
في أيلول/سبتمبر الماضي، بات هالاند في سن 19 عاما و58 يوما ثالث أصغر لاعب بديل يسجل هاتريك (ضد غنك البلجيكي) في المسابقة القارية العريقة خلف الإسباني راوول غونزاليز والإنكليزي واين روني.
لم يتأخّر في تبرير الـ20 مليون يورو التي دفعها النادي الألماني لجلبه إلى صفوفه، فقدم أوراق اعتماده بشكل صارخ عندما نزل بديلا في أول مباراة بألوانه وسجل له ثلاثية في عشرين دقيقة، قلبت تأخره أمام مضيفه أوغسبورغ الى فوز كبير 5-3، وبات أول لاعب يسجل ثلاثية في أول مباراة له في البوندسليغا.
حظي بإشادة المدير الرياضي لبوروسيا دورتموند ميكيل تسورك، لكن رد بهدوء “لقد تعاقدتم معي لتسجيل الأهداف”.
لم يتوقّف هالاند عن هوايته التهديفية وسجل ثنائيتين في المباراتين التاليتين ضد كولن 5-1، وأونيون برلين 5-صفر.
رفع غلته إلى ثمانية أهداف بتسجيله هدفا في مرمى فيردر بريمن في المباراة التي خسرها فريقه 2-3 في ثمن نهائي مسابقة كأس ألمانيا، قبل أن يساهم في الفوز الكبير لفريقه برباعيّة نظيفة على ضيفه آينتراخت فرانكفورت الجمعة بتسجيله الهدف الثالث رافعا رصيده إلى تسعة أهداف في ست مباريات في مختلف المسابقات.
علّق هالاند على نجاحه المذهل في مشواره مع فريقه الجديد “أحاول التفكير في المكان الذي يجب أن أتواجد به لتسجيل الأهداف، المكان الذي يمكن أن تتهيأ فيه الكرة، إنها مسألة غريزة أكثر من أيّ شيء آخر”.
وأضاف “أشعر بأنني في حالة جيدة، نجحت في فرض نفسي من البداية، وهذه علامة جيدة. وبعد ذلك تأتي النتائج لوحدها”.
يحظى هالاند أيضا بإعجاب زملائه، وقال عنه حارس المرمى الدولي السويسري رومان بوركي “إنه شخص رائع حقا، محترف جدا. أنا واحد من اللاعبين الأوائل الذين يصلون إلى التدريبات – لكنه دائما موجود في وقت مبكر”.
من جهته، قال المدافع ماتس هوملس “إنه بين اللاعبين الذين يبذلون كلّ ما لديهم في التدريبات وينافسون في جميع الصراعات الثنائية”.
يرى هالاند أن مبابي قدوة. وقال هالاند لموقع البوندسليغا “عندما كنت في سالزبورغ، بدأت في تسجيل الأهداف، لكنني أنظر إلى الأهداف التي يسجلها كيليان مبابي في الدوري الفرنسي، وبالتالي بإمكاني دائما الوصول إلى مستوى أعلى”.
دوري الأبطال وكأس أوروبا والأولمبياد
بالنسبة إلى مبابي الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ21 في كانون الأول/ديسمبر المقبل، فإن الإنجازات التي حققها مذهلة.
الفائز بكأس العالم 2018 هو أيضا أفضل لاعب في فرنسا العامين الماضيين وتوّج بثلاثة ألقاب في الدوري الفرنسي مع فريقين مختلفين (موناكو 2017 وباريس سان جيرمان 2018 و2019).
بلغ مؤخّرا حاجز المئة هدف في مشواره الاحترافي مع ناديي موناكو وباريس سان جيرمان، بينها 19 هدفا في مسابقة دوري أبطال أوروبا وهو رقم قياسي للاعب قبل بلوغه عامه الحادي والعشرين.
يعتبر مبابي ثاني أصغر لاعب يهزّ الشباك في تاريخ كأس العالم بعد “الملك” البرازيلي بيليه، وثاني أغلى لاعب في العالم (180 مليون يورو) خلف زميله في النادي الباريسي البرازيلي نيمار دا سيلفا (222 مليون يورو).
سبق لمبابي زيارة ملعب “سيغنال إيدونا بارك” ومواجهة بوروسيا دورتموند عندما كان لاعبا في صفوف موناكو في المباراة التي انتهت بفوز فريق الإمارة 3-2 بينها ثنائية لمبابي في 12 نيسان/أبريل 2017، قبل أن يسجل هدفا في مباراة الإياب (3-1) ويقود فريقه إلى دور الأربعة قبل أن يخرج على يد يوفنتوس الإيطالي.
كان ربيع العام 2017 اكتشافا لموهبة مبابي كونه برز في ثمن النهائي ضدّ مانشستر سيتي الإنكليزي بهزه شباك الاخير (3-5) ذهابا و(3-1) إيابا.
أكّد مبابي أفضل مسجّل في صفوف باريس سان جيرمان هذا الموسم برصيد 24 هدفا، في كانون الثاني/يناير الماضي أن أهدافه “ستكون ثلاثية دوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا ودورة الألعاب الأولمبية”.
المصدر: وكالات