هشاشة برشلونة تطرح تساؤلات بشأن مسيرته القارية

يمكن لبرشلونة الإسباني أن يكون فريقا فتاكاً من الطراز النادر متى كان في أفضل أحواله، لكن خسارته الأخيرة في الدوري المحلي لكرة القدم في نهاية الأسبوع، أعادت طرح تساؤلات حول نقاط ضعف قد تهدد مسيرته القارية.

سقط الفريق الكتالوني 1-3 أمام ليفانتي السبت بعدما تقدّم بهدف حتى الدقيقة 61 في المرحلة الثانية عشرة. سجّل المضيف المتواضع ثلاثة أهداف في أقل من عشر دقائق، في تجربة أعادت إلى الأذهان خسارتين تعرض لهما النادي الكاتالوني في الموسمين الماضيين أمام روما الإيطالي على الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية، وليفربول الإنكليزي على ملعبه أنفيلد في الأدوار الاقصائية للمسابقة القارية.

يبدو أن برشلونة لم يتعلّم من الخسارتين الأوروبيتين. أمام ليفانتي، بدا النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه غير قادرين على إعادة تنظيم الصفوف تحت الضغط الكبير، وهي نقطة ضعف باتت مألوفة منذ وصول المدرب إرنستو فالفيردي إلى النادي عام 2017.

وعلى رغم أن الفريق حقّق في عهده لقب الليغا مرتين إضافة إلى لقب في مسابقة كأس إسبانيا، لم ينجح فالفيردي بعد في معالجة خلل يكمن بعدم قدرة فريقه على إيقاف ضغط الفريق الخصم واستقبال مرماه للأهداف، ما كبّده الخسارة في أكثر من مرة.

وسيلعب برشلونة الثلاثاء مع سلافيا براغ الثلاثاء في دوري الأبطال، في مباراة ضدّ أضعف منافس في المجموعة السادسة القوية (تضم إنتر ميلان الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني)، ومما لا شك فيه أن الفوز في كامب نو سيساهم في إزالة الشعور بالإحباط والفشل بعد خسارة ليفانتي.

في الموسم الماضي، خسر برشلونة أمام ليفربول الإنكليزي 4-صفر في أنفيلد في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بعدما كان قد فاز في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة. وفي الموسم الذي سبقه، ودّع المسابقة من ربع النهائي بسقوطه أمام روما صفر -3 بعدما كان فاز ذهاباً 4-1.

لبرشلونة تحت قيادة فالفيردي سجّل حافل بالخيبات في المباريات خارج معقله. فمنذ تولي المدرب مهامه، فاز برشلونة على مضيفيه في 25 مباراة فقط من أصل 44 في الدوري المحلي. وعلى سبيل المقارنة، فاز مانشستر سيتي بطل إنكلترا في الموسم الماضيين، بـ 35 من أصل 44.

أما في دوري الأبطال، ففاز بخمس مباريات فقط من 13 خارج أرضه.

وعلّق فالفيردي السبت قائلا “صحيح أننا لا نحقق خارج أرضنا النتائج ذاتها التي نحققها على ملعبنا، لقد خسرنا مباراة وهذا كل ما في الأمر”.

وأضاف “صحيح أنه يجب علينا أن نحلل الأسباب لكننا نعرف أننا نتعرض للنقد الحاد عندما نخسر. نحن نقوم برد فعل دائما وهذه المرة لن يكون الأمر مختلفا”.

تظهر الإحصاءات أن برشلونة يعاني على صعيد الحد من اهتزاز شباكه بشكل متتالٍ. فمنذ بداية الموسم الماضي، تلقى مرماه هدفين على الأقل خلال 15 دقيقة في سبع مباريات، ست منها كانت خارج ملعبه.

ورأى الوافد الجديد المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان بعد مباراة السبت، أن سبب الخسارة قد يعود إلى نقص في التركيز. وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت المشكلة ناجمة عن طريقة لعب الفريق أو أسلوبه “إنها مزيج من كل شيء. يجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.

يرى نقاد أن برشلونة يفتقد هيبة شخصيّة القائد في صفوفه، على رغم أن قلة يمكنها اعتبار أن أمثال ميسي والأوروغوياني لويس سواريز وجيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس، لا يفرضون احترامهم على المستطيل الأخضر.

ويعاني برشلونة من ثغرة في وسط الملعب، حيث يكافح ضد الفرق في الهجوم المضاد، خاصة عندما يتقدم لاعبو الخصم مباشرة وبسرعة.

وقال مدرب ليفانتي باكو لوبيز “في الشوط الأول لم يعجبني فريقي كثيراً، وتحدثنا بين الشوطين وقلنا إنه يجب أن نغامر أكثر وفعلنا ذلك”.

من غير المرجح أن يقدّم سلافيا براغ اختباراً مماثلاً الثلاثاء، لكن تراجع برشلونة، وإن مرحليا، يثير شهية المنافسين في إسبانيا وأوروبا.

وقال فالفيردي “كل فريق يلعب في مواجهتنا وكأنه يخوض إحدى أكبر المباريات في الموسم علينا أن نجد حلا”.

المصدر: وكالات

ذات صلة