شغب الملاعب التركية

هل فقدت تركيا السيطرة على ملاعبها ؟

تعتبر النسخة الحالية من الدوري التركي من الأسواء نتيجة لأحداث عنف دموية شهدتها الملاعب، لم توفر أحدا من الطواقم العاملة في اللعبة الاكثر شعبية في البلاد.. فهل فقدت تركيا السيطرة على بطولتها المحلية ؟

 

صرفت الأندية التركية ومن خلفها إتحاد اللعبة مبالغ مالية ضخمة ليكون الدوري التركي ضمن “البطولات الكبرى في القارة العجوز” سياسة الإنفاق الكبير تسببت بمشاكل كثيرة للأندية تتعلق بـ ” قواعد اللعب النظف”. سعى كبار الاندية مثل فنربخشة – طرابزون سبور و غلطة سراي وغيرها من رفع حظوظها في المنافسة على اللقب المحلي بشكل خاص، والظهور بشكل مميز في المسابقات القارية لاسيما دوري أبطال أوروبا.

 

يتميز الدوري التركي بحضور جماهيري كبير وحماسة زائدة تتحول في أحيان كثيرة الى أعمال عنف وشغب كانت لافتة في الموسم الحالي، والتي بلغت حدا تدخل على إثره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصيا لوضع حد لما يحصل.

 

آخر فصول العنف تمثلت في إشكال بين مشجّعي طرابزون سبور ولاعبي فنربخشة بعد نهاية المباراة بين الفريقين(3-2). إقتحم مشجّعو أصحاب الأرض الملعب بعد إطلاق صافرة النهاية بينما كان لاعبو فنربخشة يحتفلون بالفوز. أظهرت المشاهد أحد مشجعي طرابزون سبور وهو يدخل الملعب ويتجه بسرعة نحو اللاعبين المحتفلين الذين قام بعضهم بالركض نحوه وضربه، كما تناقلت وسائل التواص الإجتماعي مقاطع كثير لأحداث العنف الكبير التي حصلت.

 

 

هذه المشاهدة المؤسفة، دفعت بوزير الداخلية للتعليق على الموضوع عبر منصة إكس: “ما حدث غير مقبول، وبدأنا بالفعل تحديد هوية المتورطين في هذه الأحداث”. وتابع “حوادث العنف في ملاعب كرة القدم غير مقبولة على الإطلاق”.

 

رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، إستنكر أحداث الشغب واصف الأحداث بأنها “غير مقبولة على الإطلاق، ولا مكان لها في مجتمع كرة القدم سواء داخل الملعب أو خارجه”. مطالبا الجهات المسؤولة بضمان معيار الأمان والحماية، وضرورة محاسبة المتورطين.

 

هدد نادي فنربخشه بالإنسحاب من الدوري بعد الهجوم

 

الإعتراض لم يقتصر على اللاعبين والجماهير، حيث أصدر أكمل فائق ساريالي أوغلو رئيس نادي إسطنبول سبور تعليمات للفريق بالانسحاب من الملعب أمام طرابزون سبور، إحتجاجا على قرار تحكيمي لتتوقفت المباراة في الدقيقة 74.

 

ليواصل رؤوساء الأندية التركية إثارة الجدل خلال البطولة المحلية، في اليوم الأول بعد بتوقف دام لإسبوع إثر الحادثة الشهيرة التي قام فيها رئيس نادي أنقرة جوجو فاروق قوجة بضرب الحكم خليل أوموت ميلر على أرض الملعب بعد المباراة، مما أدّى إلى إصابته ونقله الى المستشفى بحالة حرجة.

الاتحاد التركي أوقف قوجة مدى الحياة، بعد إعتقاله في اليوم التالي للمباراة، كما فرض غرامة مالية على أنقرة غوجو قدرت بـ  (69 ألف دولار)، ولعب 5 مباريات على أرضه من دون جماهير.

 

حادثة وصفت بالخطيرة، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل شخصيا لإدانة ما حصل وكتب على منصة “إكس” : “الرياضة تعني السلام والأخوة. الرياضة لا تتوافق مع العنف. لن نسمح أبدا بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية”.

 

لم تقتصر الأحداث المؤسفة على أندية النخبة، حيث شهدت مباراة بورصاسبور وديار بكرسبور، ضمن منافسات الجولة رقم 18 من دوري الدرجة الثالثة إشتباكات بالأيدي بين لاعبي الفريقين على إثر طرد الحكم خمسة لاعبين من الفريقين. تدخلت قوات الشرطة لفض اللاعبين عن بعضهم.

 

الشغب والإعتراض كلف رئيس نادي أنقرة غوجو الإيقاف مدى الحياة

وجه أردوغان آنذاك تحذيرا قوياً بضرورة وضع حد لأعمال الشغب والعنف خاصة وأنها تؤثر سلبا على صورة تركيا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وبالتالي فإن فقدان الجماهير ومن ورائها الأندية السيطرة على نفسها، قد يؤدي الى فقدان الإتحاد السيطرة على اللعبة .. وربما خسارة البلاد حق إستضافة أحداث كروية مهمة  ذلك سلبا على إستضافة البلاد للأحداث الكروية

 

المصدر: قناة المنار + وكالات

ذات صلة