برشم نجم فوق العادة وهيمنة أميركيّة في ترتيب الميداليّات

اختتمت الأحد في العاصمة القطرية الدوحة بطولة العالم لألعاب القوى التي اكتسحت الولايات المتحدة ذهبيّاتها بالصدارة فيما كان معتزّ برشم نجم مشع للعرب والبطولة ليس لتتويجه واحتفاظه بلقبه فحسب، بل للطريقة المثيرة والدراماتيكيّة التي رافقت فوزه.

وحصد العرب في الدوحة، ذهبيّتين وفضيّتين وثلاث برونزيات عن طريق أربع دول هي قطر والبحرين والمغرب والجزائر، مقابل ذهبيّتين وفضيّتين وبرونزيّتين قبل سنتين.

وإلى جانب “الصقر” القطري معتزّ برشم في مسابقة الوثب العالي أحرزت العداءة البحرينيّة “النفاثة” سلوى عيد ناصر الذهب في سباق 400.

ومنذ حصول قطر على شرف استضافة بطولة العالم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط عام 2015، وضع برشم نصب عينيه التتويج في ستاد خليفة الدولي على بعد أمتار قليلة من مقرّ تدريبه وتحديدا أكاديمية أسباير التي تضم إحدى أكبر قبّة رياضيّة مقفلة في العالم.

بيد أن برشم لم يخض غمار البطولة بأفضل حالة بدنيّة له بعد أن أبعدته إصابة في أربطة الكاحل اضطرّته إلى الخضوع لعمليّة جراحيّة ليبتعد نحو 10 أشهر عن الملاعب.

كان برشم على الموعد ونجح بفضل مساندة جماهيريّة محليّة كبيرة من تحقيق أفضل رقم في بطولات العالم باجتيازه ارتفاع 2.37 مترا، علما بأن رقمه الشخصي هو 2.43 مترا أي بفارق سنتيمترين فقط عن الرقم العالمي المسجّل باسم الكوبي خافيير سوتومايور (2.45 م) والصامد منذ عام 1993.

واعتبر برشم بأن الذهبيّة في الدوحة تحمل طعما مختلفا بقوله “لقد أحرزت العديد من الألقاب لكن هذه توّجت بها في عقر داري وبالتالي الشعور مختلف”.

وتابع “أكاديمية أسباير هي بيتي الثاني ولدي العديد من الذكريات في هذا المكان لعبت دورا كبيرا في مسيرتي، لقد منحتني الفرصة لكي أصبح ما أنا عليه الآن”.

ويريد برشم نقل نجاحاته إلى الجيل الصاعد بقوله “أريد أن أردّ الجميل. عندما أهدأ سأتكلّم مع الشبان والقول لهم -تستطيعون القيام بما حقّقته. كنت واحدا مثلكم-“.

وحصد مواطن برشم، العداء عبد الرحمن صمبا برونزية سباق 400 م حواجز في أحد أكثر السباقات إثارة في هذه البطولة لأن الثلاثة الأوائل أصبحوا أول من ينزل تحت حاجز الـ47 ثانية في مسيرتهم، إلى جانب حامل الرقم القياسي الأميركي كيفن يانغ، الصامد رقمه منذ دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992.

بدوره كان صمبا مصابا ولم يكن في كامل لياقته البدنية لكنه تخطّى الذات في الأمتار الأخيرة من السباق ليظفر بالبرونزيّة.

وأعرب صمبا عن فرحة كبيرة بما حقّقه بقوله “أنا لست سعيدا فقط بل فوق السحاب. لا أجد الكلمات المناسبة لكي أصف شعوري”.

وأضاف “قبل يومين من السباق لم أكن واثقا من المشاركة في السباق وبالتالي الصعود إلى منصة التتويج كان مدهشا”، موضحا “كان الموسم صعبا وشاقا بالنسبة الي مع الكثير من الإصابات. أنا سعيد بالميدالية لكني ليس بالمركز الذي حللت فيه”.

أما عيد ناصر، فأدهشت المراقبين بعد الرقم الذي سجّلته في سباق 400 م وقدره 48.14 ثانية، وهو أسرع ثالث توقيت على مرّ الأزمنة.

كما ساهمت عيد ناصر بإحراز منتخب بلادها برونزيّة سباق التتابع المختلط أربع مرات 400 م المعتمد في بطولات العالم للمرة الأولى.

وقالت عيد ناصر المولودة من أب بحريني وأم نيجيريّة بعد تتويجها بالذهبيّة “أنه أمر جنوني. كنت قد خضت سباق التتابع المختلط وكنت آمل الأفضل أما الآن فأنا بطلة العالم. لا أجد الكلمات المناسبة لأعبّر عما يختلجني من مشاعر. أنه أمر جنوني”.

وأضافت “أنا أصرخ، أنا سعيدة. كان الأمر شاقا جدا مع التمارين والإصابات، أما الآن، فأنا بطلة العالم والأمر مثير للغاية”.

وتابعت “لم أكن أريد المطاردة لذا حقّقت انطلاقة سريعة ولم أتوقّف. اجتياز خط النهاية ورؤية رقمي المدهش أمر رائع، لم أصدّق في البداية”.

وعن إمكانية تحطيمها للرقم القياسي “بالطبع، كلّ شيء ممكن”.

وأحرز العداء المغربي سفيان البقالي الميداليّة البرونزية في سباق 3 آلاف م موانع.

وقال البقالي “أنا سعيد بهذه الميداليّة. كان الموسم طويلا جدا مع العديد من لقاءات الدوري الماسي وإقامة بطولة العالم في تشرين الأول/اكتوبر ليس عادلا، عادة تقام هذه البطولة في آب/أغسطس لكن لا بأس. خضت العديد من التمارين قبل المجيء إلى الدوحة”.

وأضاف عن طموحاته المستقبليّة “أتطلّع قدما إلى طوكيو (أولمبياد 2020) وبعد ذهابي في إجازة سأبدأ الاستعداد”.

وفي اليوم الختامي، رفع العداء الجزائري الغلة العربيّة إلى 7 ميداليات بتتويجه بفضيّة سباق 1500 م.

ويضمّ سجل المخلوفي ذهبيّة سباق 1500 م في أولمبياد لندن، وفضيتين في سباقي 1500 م و800 م في ريو دي جانيرو.

وقال مخلوفي بعد التتويج “أنا فخور بهذه الميداليّة، فخور بهذا الإنجاز بعد عودتي من الإصابة وبعد وقت طويل بعيدا عن المنافسات”.

وأضاف “هذه الميداليّة لها طعم خاص لأنها المرة الأولى التي أحصل فيها على ميداليّة في أرض عربيّة”.

وختم “أنا أتدرّب مع أفضل مدرب وأا في أياد أمنية. أثق به ولهذا السبب بلغت هذا المستوى هنا”.

وتصدّرت الولايات المتّحدة الترتيب النهائي لجدول الميداليات برصيد 14 ذهبية و11 فضية و4 برونزية متقدّمة كينيا الثانية التي أحرزت 5 ذهبيّات وفضيتين و4 برونزيات وجامايكا الثالثة برصيد 3 ذهبيات و5 فضيّات و4 برونزيات.

وهيمنت الولايات المتّحدة على جميع سباقات البدل إلا سباق 4*100م سيدات الذي أحرزته جامايكا.

المصدر: وكالات

ذات صلة