طوكيو 2020: اتّقوا ضربات الشمس المشرقة في بلادها

انتقد أحد كبار الأطبّاء اليابانييّن في حوار مع وكالة فرانس برس، توقيت إقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو الصيف المقبل في ذروة ارتفاع الحرارة، محذّرا من أن ضربات الشمس ستكون “الخطر الأكبر” خلال الأولمبياد.

ودقّ كيميوكي ناغاشيما عضو مجلس إدارة الجمعية الطبية اليابانية، ناقوس الخطر، مشيرا إلى أن الألعاب المقررة بين تموز/يوليو وآب/أغسطس ستستهلك جهود الأطباء في وقت تكون العائلات اليابانيّة عرضة لخطر الارتفاع الشديد في الحرارة خلال هذه الفترة من الصيف.

ولا تقتصر المخاطر على الحرارة، إذ حذّر ناغاشيما أيضا من الأمراض المعدية مع توقّع قدوم السياح بأعداد هائلة لزيارة مختلف أنحاء البلاد التي تعرف باسم “بلاد الشمس المشرقة”، لاسيّما مرض الحصبة لأن العديد من اليابانيين لم يأخذوا لقاحات ضدّه.

وقال ناغاشيما “رأيي الشّخصي كفرد هو أنه يتعيّن إقامة الأحداث الرياضيّة في بيئة مريحة. لا أعتقد أنه من الجيّد إقامتها في فترة غير مناسبة، في مكان غير مناسب، على خلفيّة اعتبارات تجاريّة واقتصادية”.

ورأى ناغاشيما، اختصاصي جراحة العظم والمشرف على نشاطات الجمعية في الطب الرياضي، أن طوكيو صيفا، ونظرا لارتفاع نسبة الرطوبة “ليست مكانا صالحا” للنشاطات الرياضيّة أو المتفرجين في الهواء الطلق.

وكان ملف ترشيح طوكيو أشار إلى أن فترة إقامة الأولمبياد (24 تموز/يوليو- التاسع من آب/أغسطس) توفر “مناخا مثاليّا للرياضيين لكي يقدّموا أفضل عروضهم”، مع “العديد من أيام الطقس المعتدل والمشمس”.

لكن 93 ألف شخص من سكان اليابان طلبوا العناية الطبيّة في أشهر الصيف الثلاثة لعام 2018، وتوفي 159 منهم. وسجّلت معظم هذه الحالات في الفترة ذاتها التي ستقام فيها الألعاب الأولمبية صيف 2020.

وقال ناغاشيما “منذ البداية، رأينا بأن ضربات الشمس هي الخطر الأكبر في دورة الألعاب الأولمبية 2020 من الناحية الصحية”.

وسبق لطوكيو ان استضافت أولمبياد 1964، لكنه أقيم في تشرين الأول/أكتوبر لتفادي تحاشي درجات الحرارة المرتفعة. لكن إقامتها بدءا من تموز/يوليو هذه المرة جعلت الأمر عبئا على المنظّمين الذين لقوا إشادة كبيرة على المستوى التنظيم خلال تحضيرهم لاستضافة الألعاب.

وقام المنظّمون بتقديم موعد منافسات عدّة بينها سباق الماراتون الذي سيقام في الصباح الباكر، إضافة إلى تجارب على اتخاذ تدابير للحدّ من تأثير الحرارة، مثل استخدام الثلج الإصطناعي لرشّه على المتفرّجين.

وتشكّل الحرارة هاجساً أساسيّا لآلاف الرياضيين الذين يتوقّع أن يخوضوا المنافسات الأولمبيّة في طوكيو، وهو ما ظهر خلال بعض الأحداث الاختبارية، ومنها سباق للسباحة في المياه المفتوحة في آب/أغسطس.

وناشد ناغاشيما منظّمي الأولمبياد بالتفكير أبعد من الدورة الرياضية، ومراعاة بأن حالات الطوارئ الطبيّة خلال المنافسات من شأنها تحويل الموارد بعيدا عن المحليين في وقت حساس.

وأوضح “في اليابان الأمر لا يتعلّق بالحرارة المرتفعة فحسب، فالرطوبة عالية جدّا أيضا وهذا يعني احتمال إصابة بالأمراض أعلى منه في دول أخرى”.

وينصح ناغاشيما الوافدين باستشارة أطبائهم واتّخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة جيدة، موضّحا “ثمّة خطوات يجب اتّباعها لتفادي التعرّض لضربات الشمس. يجب أن يطّلعوا على (ماهية) ضربات الشمس. اتّخذوا إجراءات احترازيّة وتعالوا إلى اليابان واستمتعوا بالألعاب”.

المصدر: وكالات

ذات صلة