الشركات الراعية “قلقة” بسبب فيروس كورونا

في ظلّ توقّف النشاط الكروي في مختلف أنحاء العالم وممارسة معظم اللاعبين الحجر المنزلي، تعاني الشركات الراعية من غياب علامتها التجارية في الملاعب.

وقال مدير التسويق في أحد الأندية لوكالة فرانس برس من دون الكشف عن اسمه “نحاول القيام بنشاطات مع لاعبي فريقنا من أجل رعاتنا الذين أصبحوا أكثر تطلباً مع فرض الحجر المنزلي. لكن من الصعب جمعهم بسبب الأزمة الصحية التي نعاني منها”.

فنجوم الأندية الذين يعتبرون نقطة الثقل لجلب الجماهير، باتوا محتجزين في منازلهم والعدد الكبير منهم عاد إلى بلاده.

وما يزيد الطين بلّة، عدم إقامة أيّ مباريات للأندية أو المنتخبات الوطنية. فالمباريات التي تنقل مباشرة على الشاشة الصغيرة ويتابعها الملايين، تعزز ترويج العلامات التجارية الخاصة بالشركات الراعية إن كان عبر قمصان اللاعبين أو الإعلانات الموزّعة في مختلف أنحاء الملاعب.

وتأكيداً للصعوبات التي تعانيها شركات الرعاية، أعلنت شركة “باسيت اند غولد” للخدمات الماليّة الراعية لنادي وست هام في الدوري الانكليزي الممتاز افلاسها.

وتعرّضت الشركات الراعية لا سيما شركات الطيران، شبكات الفنادق وسلسلة المطاعم، إلى ضربة قويّة.

ويقول مارك فانهوف رئيس سلسة مطاعم “بيسترو ريجينت” التي ترعى نادي بوردو في الدرجة الأولى الفرنسية لوكالة فرانس برس “من البديهي أنه في ظلّ عدم وجود أيّ نشاط، أن يتوقّف كلّ شيء، هو أمر منطقيّ جداً بالنسبة إلي. هذا ما يسمى بالظروف القاهرة”.

وفي الواقع، علّقت هذه الشركة مؤقتاً عقدها مع نادي بوردو والذي يمتدّ إلى عام 2023 “حتى نحصل على موعد لمعاودة النشاط”.

وأدلى الخبير الاقتصادي الرياضي جان باسكال غايان بدلوه أيضاً بقوله لوكالة فرانس برس بأن الشركات الراعية تسطيع القول فجأة بانها “ستوقف كل شيء لأننا في حالة طوارئ حيث يتعيّن علينا إيقاف الإنفاق الزائد”.

وأضاف بالنسبة إلى الشركات الكبيرة “فإنه في حال حصول أزمة ما، فإن الميزانيّة الأولى التي يتّجهون نحو تقليصها هي قطاع الاتصالات”.

وفي ظلّ تأجيل المباريات، أحجمت بعض شركات البث صاحبة حقوق النقل عن تسديد مستحقّاتها، ما سينعكس سلباً على الاندية.

وتقول شركة “ديلويت” العالمية للتدقيق بأن “الرعاية هي في غاية الأهميّة للأندية الأوروبيّة الكبيرة”.

وقالت في نسخة عام 2020 من دراسة بعنوان “فوتبول موني ليغ” التي تصنّف الأندية بحسب مداخيلها، بان المصدر الأساسي لعائدات الأندية الكبرى هي تجارية وتشكّل ما نسبته 49 في المئة من مجمل الإيرادات.

وتكشف “ديلويت”، أن المعادلة مختلفة بالنسبة إلى الأندية الأخرى لأنها تحصل على 65 بالمئة من إيراداتها من حقوق النقل.

لكن مجموعة “إيبردرولا” الإسبانية التي تعنى بتوريد الطاقة الكهربائيّة، ظلّت وفيّة لرعايتها دوري الدرجة الأولى المحليّة للسيدات وقال متحدّث باسم الشركة لوكالة فرانس برس: “الآن، في هذا الظرف المأساوي، تبدو الحاجة إلى الراعي أكثر من أيّ وقت آخر. لا يمكن الانسحاب في ظروف مماثلة”.

لكن شركات أخرى تتوقّع انخفاضًا في الاستثمار بنسبة 60 إلى 70 في المئة على مدى السنوات المقبلة، ويقول برونو بيانزينا مدير شركة للتسويق الرياضي في فرنسا “ثمّة مخاطرة بأن بعض الشركات التي كانت تنوي الاستثمار، لن تقوم بذلك في الوقت الحاضر بل في وقت لاحق”.

المصدر: وكالات

ذات صلة