شبح كورونا يخيّم على مصير ويمبلدون وموسم الدورات العشبيّة

باتت بطولة ويمبلدون الإنكليزية العريقة لكرة المضرب، وكامل دورات الملاعب العشبيّة، على المحك بسبب فيروس كورونا المستجد، لاسيما بعد الإعلان الأربعاء عن اجتماع طارئ الأسبوع المقبل بشأن مصير البطولة.

وفرض تفشي وباء “كوفيد-19” والقيود الواسعة التي فرضت عالميا على حركة التنقل والسفر، جمودا شبه كامل في عالم الرياضة، ودفع الى تأجيل أحداث كبرى كانت مقررة في صيف العام الحالي، أبرزها أولمبياد طوكيو 2020 ونهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا لكرة القدم.

وفي عالم الكرة الصفراء، كانت دورة إنديان ويلز الأميركية أولى الضحايا، بإعلان المنظمين في وقت سابق من آذار/مارس، إلغائها قبل أيام من انطلاقها.

وتتالت إعلانات التأجيل والإلغاء بعد ذلك، وصولا إلى تعليق رابطتي المحترفين والمحترفات المنافسات حتى السابع من حزيران/يونيو.

وعلى صعيد بطولات الغراند سلام، كانت رولان غاروس الفرنسية الضحية الأولى بإعلان منظميها تأجيل موعد انطلاقها من 24 أيار/مايو الى 20 أيلول/سبتمبر، في خطوة لاقت انتقادات واسعة لكونها تمت من دون تنسيق منظميها مع المعنيين الآخرين في عالم اللعبة.

وبات الموعد الجديد للبطولة الفرنسية، ثانية بطولات الغراند سلام، على بعد أسبوع من ختام فلاشينغ ميدوز الأميركية، ويتعارض مع مسابقة كأس لايفر الاستعراضية.

وبدأت الشكوك حاليا تحوم حول ويمبلدون، البطولة المتوِّجة لموسم دورات الملاعب العشبية، بعد إعلان المنظمين انهم سيعقدون اجتماعاً طارئاً لبحث مصيرها، ضمن احتمالات تشمل “التأجيل أو الإلغاء”.

في ما يأتي أسئلة وأجوبة عن البطولة وكامل الموسم العشبي الذي يبدو أنه بات مهدداً بالكامل أيضاً بسبب فيروس كورونا المستجد:

إلى أين وصلت النقاشات بشأن ويمبلدون؟

بعد قرار رابطتي اللاعبين واللاعبات تعليق المنافسات حتى السابع من حزيران/يونيو، ألغي عمليا موسم الدورات المقامة على ملاعب ترابية، باستثناء بطولة رولان غاروس التي نقل موعدها الى أيلول/سبتمبر.

الموعد المقرر لويمبلدون كان بين 29 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو، في تتويج لموسم عشبي ينطلق في الثامن من حزيران/يونيو مع شتوتغارت الألمانية وليبيما الهولندية.

أكدّ رئيس رابطة المحترفين أندريا غاودنزي الثلاثاء تواصله مع “كل (منظمي) الدورات العشبية، وهي لا تزال مدرجة على الجدول”. لكنه أقر بأن الظروف المرتبطة بفيروس كورونا تشكل “وضعا يتطوّر بسرعة، وليس أمامنا خيار آخر سوى التحدث بشكل يومي” لتبيان مصير المواعيد.

لكن هذا الوضع اتخذ منحى مغايرا مع إعلان نادي عموم إنكلترا (المنظم لويمبلدون) الأربعاء، انه سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس إدارته الأسبوع المقبل، للبحث في مصير البطولة.

وأكّد النادي أنه “يواصل إجراء تقييم مفصل لكل السيناريوهات بشأن بطولة 2020، بما يشمل التأجيل والإلغاء”، مستبعدا بشكل قاطع إقامة البطولة التي يعود تاريخها الى أواخر القرن التاسع عشر، من دون جمهور.

هل يمكن الاكتفاء بالتأجيل؟

أقرّ منظمو ويمبلدون بصعوبة تحديد موعد بديل لها، وبدا أنّ الاعتبارات التي يضعونها أمام الرأي العام، هي مقدمة للإلغاء أكثر من التأجيل.

وحذّر النادي من أنه “في الوقت الراهن، وبناء على النصيحة التي تلقّيناها من السلطات الصحية الرسمية، والنافذة الضيقة المتاحة أمامنا لإقامة البطولة بسبب طبيعة أرضية الملاعب، لن يكون الإرجاء من دون مخاطرة كبيرة وصعوبة”.

ويعدّ موسم الدورات العشبيّة الأقصر في روزنامة الموسم، إذ ينطلق في الثامن من حزيران/يونيو، وينتهي قرابة منتصف تموز/يوليو (12 منه كموعد لنهائي ويمبلدون، ودورة نيوبورت الأميركية بين 13 و19 منه).

السبب الأبرز لذلك هو طبيعة الملاعب التي تتطلّب ظروفا مناخية معينة توفر الجودة اللازمة للعشب.

ورأت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الأربعاء انه “بسبب طبيعة أرضية الملعب، ليس من العملي اتباع نموذج بطولة فرنسا المفتوحة ومحاولة إقامة البطولة (الإنكليزية) في أيلول/سبتمبر”.

نقطة الضوء الوحيدة بالنسبة لويمبلدون قد تكون النافذة التي فتحها تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 الذي كان مقررا بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس، الى العام المقبل، ما قد يتيح إقامة الدورة في هذه الفترة، بحال سمحت الظروف الصحية بذلك.

لكن هذا الأمر سيطرح أيضا مسألة تراتبية البطولات الكبرى، اذ ان الجدول المعتاد يتطلب إقامة رولان غاروس قبل ويمبلدون، وليس العكس.

صعوبات تعديل موعد البطولة الإنكليزية تفتح الباب واسعا أمام احتمال إلغائها، ما يطرح أيضا مصير الدورات العشبية في ظل عدم اليقين حاليا بشأن متى يمكن للظروف الصحية ان تسمح باستئناف النشاطات الرياضية المجمّدة حاليا حول العالم بشكل شبه تام.

… واللاعبون في كل هذا؟

مصير الموسم يتحول شيئا فشيئا إلى الشغل الشاغل لأهم عنصر في كرة المضرب، كما في أي رياضة، أي اللاعبين واللاعبات.

اختصرت البريطانية جوهانا كونتا الوضع بالقول مؤخرا “أعتقد أن الأهم هو الاحتفاظ بالأمل (…) بالنسبة إلي، الأمر يرتبط بعدم التخطيط كثيرا للمستقبل، لا نعرف كيف ستتطور الأمور”.

وأضافت “نعرف أننا لن نعود الى الملاعب قبل مطلع حزيران/يونيو، هذا هو الموعد الذي أحضّر من أجله. عندما يتغير ذلك، إذا تغيّر، سنتأقلم”.

أما لدى المحترفين، فتشير التقارير الى وجهات نظر مختلفة لاسيما بين المصنفين البارزين، إذ يميل الصربي نوفاك دجوكوفيتش المصنف أول عالمياً ورئيس مجلس اللاعبين الى إلغاء الموسم بالكامل من الآن، بينما يتخذ الإسباني رافاييل نادال الثاني عالمياً والسويسري الرابع روجيه فيدرر موقفاً أقل حدية، بالدعوة الى الانتظار ورؤية تطور الأمور.

المصدر: وكالات

ذات صلة